ومستعدين من جهات عديدة مثل العظمة والقوة الروحية والصفاء النفسي والشجاعة وجميع الفضائل الأخلاقية والتعاليم الإلهية ومهيئين للاصطفاء والاجتباء لتلقي الرسالة الإلهية وهداية الناس وإرشادهم إلى سبيل السعادة والكمالات الإنسانية ويخرجوهم من الظلمات إلى النور.... وكلام قوم صالح (عليه السلام) شاهد على هذه الحقيقة المذكورة.
٣ - قال تعالى: ﴿يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا﴾ (١).
يحكي الله عنهم بأنهم قالوا: يا صالح إن قوم ثمود كانوا يرون فيك الكمال وعلقوا عليك الآمال بأن تقودهم نحو المدنية والتقدم وتفيدهم وتسعدهم بخدماتك الاجتماعية.
وتدل هذه الآية على أن الأنبياء (عليهم السلام) كانوا - قبل بعثتهم - أفرادا متفوقين على أممهم وأقوامهم والمجتمع الذي كانوا فيه، بامتيازات خلقية، بحيث إن المجتمع لم يكن ينظر إليهم بكونهم أشخاصا عاديين كسائر الأفراد، وأن استعدادهم وسيرتهم الأخلاقية والعبادية هي التي كانت سببا لكي يتوقع منهم المجتمع أكثر من غيرهم، وقد أبدى قوم صالح توقعهم بقولهم: قد كنت فينا مرجوا.
وأن هذه الكمالات والاستعدادات قبل بعثتهم بالنبوة هي التي جعلت أولئك الذين لم تشوبهم العصبية والعناد أن يستجيبوا لهم في بداية أمر دعوتهم ويلتزموا بأوامرهم.
عصمة الأنبياء:
أكدت الكثير من الآيات بأن الأنبياء (عليهم السلام) كانوا معصومين من الذنوب والخطأ ومنزهين من الضلال والانحراف.
وإليك بعض الآيات التي تدل على عصمة الأنبياء (عليهم السلام):
١ - قال تعالى: ﴿أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده﴾ (2).