نظرة في أحاديث الشيعة سؤال لا بد منه:
يحتمل أن يكون بين قرائنا الكرام من يقرأ فصل التوحيد في الصحيحين ثم يستشكل علينا ويتساءل:
إن ما أوردتموه من الأحاديث والروايات المستخرجة من صحاح أهل السنة وأمهات المصادر حول مسألة التوحيد قد كشف الصورة الحقيقية لهذه الكتب وعقيدة علمائهم بالنسبة إلى محتويات هذه الأحاديث، خاصة إذا اعتقد أحد أنه عن طريقها يمكن أن يصل إلى التوحيد ومعرفة الله تعالى التي هي أهم المسائل العقائدية لم يحصد سوى نتائج واهية ومسائل لا أصل ثابت لها. وكذلك يشاهد في بعض كتب الحديث عند الشيعة ومضامين الروايات التي ترتبط بمسألة التوحيد ما يشعر بالتجسيم والرؤية، ولعل بعض المسائل المذكورة حول التوحيد في الصحيحين وكتب أهل السنة مطروحة كذلك في بعض كتب الشيعة وأحاديثهم، وعلى هذا فإن الإشكال والإيراد كما هو وارد على مصادر أهل السنة يرد على مصادر الشيعة أيضا.
للجواب على السؤال المذكور لا بد من الإشارة إلى عدة موارد:
1 - اختلاف الرؤى والنظريات حول كتب الحديث:
هناك فرق كبير واختلاف شاسع بين نظرة علماء الشيعة وأهل السنة إلى كتب الحديث ومحتوياتها، إن أغلب علماء أهل السنة يعتقدون بأن كل ما ورد في صحيح البخاري فهو صحيح، وإنهم يقولون: لو أن أحدا حلف يمينا بأن كل ما في الصحيحين صحيح ومطابق للواقع وهو قول رسول الله لكان يمينه صحيحا ولا عليه الحنث.
وأما علماء الشيعة فإنهم على عكس ذلك تماما لا يعتقدون في كتبهم الحديثية