الأنبياء في القرآن الاستعداد للرسالة:
النبوة والرسالة مرتبة لا يمكن تقييمها وقياسها بالمقاييس المادية والبشرية، وهذا المقام الشامخ بحاجة إلى مقدمات عقلية وأخلاقية ونفسية، بحيث لو لم يتحلى الإنسان بهذه الكمالات لا يمكنه أن ينال هذا المقام الرباني، وقد أشار القرآن إلى هذه الحقيقة في عدة آيات.
وقد وصفت هذه الآيات أنبياء الله (عليهم السلام) بأنهم في أرقي درجة من الكمال، وذكرت لهم - على وجه العموم - صفات وخصائص، وخص لرسول الله (صلى الله عليه وآله) - على وجه الخصوص - ميزات وصفات خاصة.
ولكي نستلهم مزيدا من التعرف على مقام النبوة والرسالة من وجهة نظر القرآن نذكر طرفا من هذه الآيات:
١ - قال تعالى: ﴿الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس﴾ (١).
تؤكد هذه الآية بأن أنبياء الله (عليهم السلام) هم الصفوة والنخبة من البشر وقد انتجبهم الله تعالى للنبوة وحملهم رسالته السماوية.
٢ - قال تعالى: ﴿الله أعلم حيث يجعل رسالته﴾ (2).
هذه الآية تقرير وتوضيح لاصطفاء الأنبياء، وتؤكد بأنهم كانوا ممهدين