القرآن - فقال: إنهن يرين الله مع الرجال كرامة لهن.
٥ - هل النساء يرين الله في الموقف قبل دخول الجنة - كالرجال -؟
الجواب: نعم، بل قال جمع من أهل السنة: إنها تحصل للمنافقين، وجمع أنها تحصل للكافرين ثم يحجبون عنه، وأما الرؤية في الجنة فأجمع أهل السنة أنها حاصلة للأنبياء والرسل والصديقين من كل أمة، ورجال المؤمنين من البشر من هذه الأمة، واختلف في نساء هذه الأمة فقيل: لا يرين لأنهن مقصورات في الخيام، وقيل: يرين لعموم النصوص.
منشأ هذه العقيدة الفاسدة:
يظهر مما نقلناه من أقوال علماء أهل السنة في الصفحات السابقة ومما سنذكره في الصفحات القادمة أن مستند علماء أهل السنة في إثبات الرؤية هو الأحاديث التي رواها البخاري ومسلم في كتابيهما وأخرجها أرباب الكتب المعتبرة عند أهل السنة، وبالتالي إن هذه الأحاديث هي التي صدتهم ومنعتهم عن التدبر والتفكر في آيات القرآن المجيد، وتأثروا بها كثيرا حتى دفعتهم إلى أن يأولوا معاني بعض الآيات حسب ما تقتضيه هذه الأحاديث.
قال ابن حجر: جمع الدارقطني طرق الأحاديث الواردة في رؤية الله تعالى في الآخرة فزادت على العشرين، وتتبعها ابن القيم في حادي الأرواح فبلغت الثلاثين، وأكثرها جياد، وأسند الدارقطني عن يحيى بن معين قال: عندي سبعة عشر حديثا في الرؤية صحاح (١).
قال الشيخ محمد عبدة: أما رؤية الرب تعالى فربما قيل: إن آيات النفي فيها أصرح من آيات الأثبات، كقوله تعالى: ﴿لن تراني﴾ (٢) وقوله تعالى: ﴿لا تدركه الأبصار﴾ (3)