١ - قال تعالى: ﴿لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم﴾ (١).
هذه الآية توضح مدى علاقة النبي (صلى الله عليه وآله)، وعطفه وحنانه على المسلمين، وتؤكد أيضا أن هذه العلاقة وهذا العطف كان تثقل على قلبه ثقلا كبيرا لما كان المسلمون يعانون من المصاعب.
٢ - قال تعالى: ﴿فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم﴾ (٢).
تحكي هذه الآية عن أخلاق النبي الحميدة، وطبعه الحسن، ولين عريكته، ومداراته الرفيعة، التي هي صورة مصغرة لرحمة رب العالمين، وكلمة (لو) التي وردت في الجملة الثانية من الآية (ولو كنت فظا) تبين أن الخشونة والشدة بعيدة عنه، لأن كلمة لو تستعمل غالبا في الأمور التي يستحيل وقوعها وتنفي ما بعدها.
٣ - قال تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إنيه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق﴾ (3).
وهذه أيضا كاشفة عن خصلة أخرى من خصال النبي (صلى الله عليه وآله) وتبين خصلة الحياء عند النبي، حيث كان يستحي من أصحابه، وأن بعض أصحابه كان يدخل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) من دون إذنه، وكان يحب مجالسته قبل الطعام وبعده، والنبي (صلى الله عليه وآله) يحتمل ذلك ويصبر على هذه المشقة من عامة أصحابه معه، فكان يتأذى منها ولم يخبرهم بذلك، حتى لا يجرح عواطفهم.
وهذا الصبر الذي هو أنبل وأعلى صفة أخلاقية، لا تجده إلا في الأنبياء