شئ، ولا تدركه الأبصار، ولا يحيط به علم، لم يلد لأن الولد يشبه أباه، ولم يولد فيشبه من كان قبله، ولم يكن له من خلقه كفوا أحد، تعالى عن صفة من سواه علوا كبيرا (١).
٤ - عن يونس بن ظبيان قال: دخلت على الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) فقلت: يا ابن رسول الله، إني دخلت على مالك (٢) وأصحابه، فسمعت بعضهم يقول: إن لله وجها كالوجوه، وبعضهم يقول: له يدان، واحتجوا لذلك بقوله تعالى: ﴿خلقت بيدي أستكبرت﴾ (٣) وبعضهم يقول: هو كالشاب من أبناء ثلاثين سنة، فما عندك في هذا يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟
قال: وكان متكئا فاستوى جالسا وقال (عليه السلام): اللهم عفوك عفوك، ثم قال (عليه السلام): يا يونس من زعم أن لله وجها كالوجوه فقد أشرك، ومن زعم أن لله جوارح كجوارح المخلوقين فهو كافر بالله، فلا تقبلوا شهادته، ولا تأكلوا ذبيحته، تعالى الله عما يصفه المشبهون بصفة المخلوقين، فوجه الله أنبيائه وأوليائه، وقوله: (خلقت بيدي أستكبرت) اليد القدرة كقوله: ﴿وأيدكم بنصره﴾ (4).
فمن زعم أن الله في شئ، أو على شئ، أو يحول من شئ إلى شئ، أو يخلو،