راويها أحفظ أو أضبط، أو أكثر صحبة للمروي عنه، ونحو ذلك - فالحكم للراجح، ولا هنالك مضطرب.
و " الاضطراب " قد يكون في السند دون المتن، كأن يرويه تارة عن أبيه عن جده، وتارة ثانية عن جده بلا واسطة، وتارة ثالثة عن ثالث غيرهما كما اتفق ذلك في رواية أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالخط للمصلي سترة، حيث لا يجد العصا. (1) وعندي أن ذلك يلحق بباب المزيد في الإسناد، وبباب المتعدد في بعض السند، وهو قسم من عالي الإسناد وليس هو من الاضطراب في شيء إلا أن يعلم وقوعه منه على الاستبدال.
والحكم على تلك الرواية بالاضطراب ليس لمجرد هذه الجهة (2) أو أن يخالف في الترتيب كان يرويه تارة مثلا عن أبي بصير، عن زرارة، عن الصادق (عليه السلام). وأخرى يعكس فيرويه عن زرارة، عن أبي بصير، عن الصادق (عليه السلام).
وقد يكون في المتن دون السند كخبر اعتبار الدم عند اشتباهه بالقرحة بخروجه من الجانب الأيمن، فيكون حيضا، أو بالعكس. فالرواية - وهي مرفوعة محمد بن يحيى عن أبان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) - في الكافي، (3) وفي طائفة من نسخ التهذيب - على الوجه الأول، (4) وفي بعض نسخ التهذيب على الوجه الثاني. (5) واختلفت الفتوى بسبب ذلك حتى من الفقيه الواحد، (6) مع أن الاضطراب في المتن يمنع من العمل