الراشحة السادسة والعشرون [في تمييز ابن سنان الواقع بين محمد بن خالد البرقي وإسماعيل بن جابر] ربما وقع في بعض الظنون أنه حيثما يقع في السند ابن سنان متوسطا بين أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي وبين إسماعيل بن جابر، فهو محمد الأشهر جرحه وتوهينه لا عبد الله المتفق على ثقته وجلالته؛ لأن البرقي ومحمد بن سنان من أصحاب الرضا (عليه السلام) فهما في طبقة واحدة. وأما عبد الله بن سنان فليس من طبقة البرقي؛ إذ هو من أصحاب الصادق (عليه السلام). وعلى هذا فرواية البرقي عن عبد الله بن سنان تكون بإرسال وقطع ولا تكون صحيحة.
واستصحاحها - كما وقع من العلامة (1) وغيره من أفاخم الأصحاب في مواضع عديدة - غير صحيح.
وإذن فما في التهذيب والاستبصار في باب المياه مثلا من رواية البرقي عن عبد الله بن سنان من طريق، (2) وعن محمد بن سنان من طريق آخر عن إسماعيل بن جابر قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الماء الذي لا ينجسه شيء، قال: " كر " قلت:
وما الكر؟ قال: " ثلاثة أشبار في ثلاثة أشبار " (3) غلط نشأ من تبديل الشيخ محمدا بعبد الله؛ إذ قد رأى في الكافي عن البرقي عن ابن سنان عن إسماعيل بن جابر، فظنه عبد الله، والمراد به محمد.
وهذا كله من بعض الظن الذي كاد يكون مخشيا إثمه، أليس حديث اختلاف الطبقة بحيث يوجب امتناع لقاء البرقي لعبد الله بن سنان يشبه أن يكون من باب