وعن أبي عبيدة: " معناه أن هذا مما يعرف به فقه الرجل ". (1) وهي مفعلة من " إن " التوكيدية وحقيقتها مكان لقول القائل: إنه عالم، وإنه فقيه.
ومنها: في الحديث: " أول جمعة جمعها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالمدينة ". (2) وفي صحيحة منصور عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام): " يجمع القوم الجمعة إذا كانوا خمسة فما زاد ". (3) وفي كتب الأصحاب: ويجمع الفقهاء في زمان الغيبة.
وبالجملة: ذلك متكرر جدا في الأحاديث، وفي أقاويل الفقهاء.
و " الجميع " بالتشديد من التجميع وهو الإتيان بصلاة الجمعة. وعامة أهل العصر يغلطون فيقرؤونها بالتخفيف من الجمع، ولا يفطنون لفساد ذلك مع شدة وضوحه.
قال الجوهري في الصحاح: " وجمع القوم تجميعا أي شهدوا بالجمعة وقضوا الصلاة فيها ". (4) وقال ابن الأثير في النهاية:
جمعت - بالتشديد - صليت، ومنه حديث معاذ: أنه وجد أهل مكة يجمعون في الحجر فنهاهم عن ذلك - أي يصلون صلاة الجمعة في الحجر - ونهاهم؛ لأنهم كانوا يستظلون بفيء الحجر قبل أن تزول الشمس، فنهاهم. (5) وفي مغرب المطرزي: " وجمعنا، أي شهدنا الجمعة، أو الجماعة وقضينا الصلاة فيها ". (6) ثم إن العلامة رحمه الله تعالى قال في كتاب الاعتكاف من كتابه المختلف: