الوجه بقول طرفة فما لي أراني وابن عمى مالكا * متى أدن منه ينأ عنى ويبعد فنسق يبعد على ينأ وهو بعينه وحسن ذلك اختلاف اللفظين.. وقال عدى بن زيد وقدمت الأديم لراهشيه * وألفا قولها كذبا ومينا والمين الكذب.. وثانيها أن يراد بالفرقان الفرق بين الحلال والحرام والفرق بين موسى عليه السلام وأصحابه المؤمنين وبين فرعون وأصحابه الكافرين لان الله تعالى قد فرق بينهم في أمور كثيرة منها أنه نجى هؤلاء وغرق أولئك.. وثالثها أن يكون الكتاب عبارة عن التوراة والإنجيل والفرقان انفراق البحر الذي أوتيه موسى عليه السلام .. ورابعها أن يكون الفرقان القرآن المنزل على نبينا عليه الصلاة والسلام ويكون المعنى في ذلك وآتينا موسى التوارة والتصديق والايمان بالفرقان الذي هو القرآن لان موسى عليه السلام كان مؤمنا بمحمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به ومبشرا ببعثته وساغ حذف التوراة والايمان والتصديق وما جرى مجراه وإقامة الفرقان مقامه كما ساغ في قوله تعالى (واسأل القرية) وهو يريد أهل القرية.. وخامسها أن يكون المراد الفرقان ويكون تقدير الكلام (وإذ آتينا موسى الكتاب) الذي هو التوراة وآتينا محمد صلى الله عليه وسلم الفرقان فحذف ما يقتضيه الكلام كما حذف الشاعر في قوله تراه كأن الله يجدع أنفه * وعينيه إن مولاه كان له وفر (1)
(١٦٩)