ابن مهرويه، عن عبد الله بن سعيد قال: غضب الرشيد على العباس وحجبه فدخل سرا مع المتظلمين بغير إذن فمثل بين يدي الرشيد فقال له يا أمير المؤمنين:
قد أدبتني الناس لك ولنفسي فيك وردني ابتلاؤهم إلى شكرك وما مع ذكرك قناعة بأحد غيرك، ولنعم الصائر لنفسي كنت لو أعانني عليك الصبر ولذلك أقول شعرا:
أخضني المقام الغمر إن كان غرني * نسا حلب أو زلت القدمان أتتركني جدب المعيشة مقفرا * وكفاك من ماء الندا يكفان وتجعلني سهم المطامع بعدما * بللت يدي من ماء الندا ولساني قال فخرج وعليه الخلع وقد أمر له بجائزة فما رأيت العباس قد أنشط منه يومئذ. قال أبو الفرج في البيتين الأولين غناء لمخارق ثاني ثقيل بالوسطى حدثني عون بن محمد قال: حدثنا سعيد بن هريم قال: قال المأمون للفضل بن الربيع: يا فضل ما كان من حقي عليك وحق آبائي ونعمهم عند أبيك وعندك أن تثلبني وتشتمني وتحرض على دمى أتحب أفعل بك مع القدرة عليك ما أردته بي؟ فقال الفضل: يا أمير المؤمنين إن عذرى لا يقوم عندك وإن كان واضحا جميلا فكيف إذا عفته العيوب وقبحته الذنوب فلا يضيق عنى من عفوك ما وسع غيري منه فأنت والله كما قال الشاعر فيك:
صفوح عن الاجرام حتى كأنه * من العفو لم يعرف من الناس مجرما وليس يبالي أن يكون به الأذى * إذا ما الأذى لم يغش بالكره مسلما قال الصولي: والشعر للحسن بن رجاء * وقرئ على أبى بكر الصولي في كتابه " كتاب الوزراء " بالاسناد عن الحسن بن عيسى الأنباري الكاتب قال:
أمر المأمون محمد بن بزوان والوزير أحمد بن أبي خالد أن يناظرا عمرو بن مسعدة في مال الأهواز فناظراه فتحصل عليه ستة عشر ألف ألف درهم فأعلم محمد المأمون بذلك. فقال له المأمون: أقبل كل حجة له وكل ادعاء وكل تعلق. قال قد فعلت. قال عد لذلك فعاد فتعلق عمرو بأشياء لا أصل لها فسقطت من المال عشرة آلاف الف وبقى ستة آلاف ألف درهم لا حجة له فيها أخذ خطه بها