موسومة كانت لي، فلما انتصف الليل إذا بخدم يدقون باب حجرتي فانتبهت مرعوبا فقالوا: أجب أمير المؤمنين. فقمت وقلت إنا لله وإنا إليه راجعون.
قد مضى يومنا وبعض ليلتنا أحسن مضى، وقدرت أنى أفلت من عربدته وقد عن له أن يعربد على فاستدعاني لهذا ولم أزل أفكر كيف أشاغله عن العربدة إلى أن صرت بحضرته. فلما رآني قائما لم يستجلسني وقال يا غلام صاحب الشرطة فزدت جزعا وقلت لم تجر عادته في العربدة باستدعاء صاحب الشرطة وما هو إلا لبلية احتيل بها على عنده. فأقبلت أنظر إليه واجتهد أن يفاتحني بكلمة فأداريه بالجواب وهو لا يرفع رأسه من الأرض إلى أن جاء صاحب الشرطة فرفع رأسه وقال: في حبسك رجل يعرف بفلان بن فلان الجمال أحضرنيه الساعة فمضى ليحضره فسهل على الامر قليلا ووقفت وهو لا يخاطبني إلى أن حضر الرجل فقال له المعتمد: من أنت؟ قال: أنا فلان ابن فلان الجمال. قال: وما قصتك؟ قال: أنا محبوس ظلما منذ كذا وكذا.
سنة. وذاك انى رجل من أهل الجبل وكان لي جمال أعيش من فضل أجرتها وكان يتقلدنا فلان الأمير فاستدعى إلى الحضرة فأخذ جمالي غصبا يستعين بها في حمل سواده فتظلمت إليه وضججت فلم ينصفني وقال إذا صرت بالحضرة رددت جمالك. فخرجت لئلا تذهب جمالي، أصلا فكنت مع جمالي أخدمها في الطريق فلما قربت من حلوان سل الأكراد منها جملا محملا فبلغه الخبر فأحضرني وقال أنت سرقت الجمل بما عليه فقلت غلمانك يعلمون أن الأكراد سلبوه فقال الأكراد إنما جاؤه بمواطأة منك ثم أمر فضربت ضربا عظيما، وقيدت وطرحت على بعض جمالي فلما وردت الحضرة أنفذت إلى الحبس وتملك الجمال ولم يكن لي متظلم ولا مذكر فطالت بي المحنة إلى الآن فقال لبعض الخدام امض الساعة إلى فلان يعنى الأمير واقعد على دماغه ولا تبرح أو يرد على هذا جماله أو قيمتها على ما يدعى الجمال فإذا قبض فاحمله إلى الخزانة واكسه كسوة حسنة وادفع إليه كذا وكذا دينارا واصرفه إلى شأنه، ثم في حبسك رجل يعرف بفلان بن فلان الحداد؟ قال: نعم قال: هاته الساعة فأحضره فأحضر. فقال: ما قصتك؟. فقال أنا رجل حبست بظلم منذ كذا. وكذا