وبزاز، وغيرهم حتى قطعوا معاملتي لكثرة مالهم على وثآبتهم من أن أقضيهم فتضاعفت إضاقتي واشتدت حيلتي فإني يوما في مسجدي قد صليت بأهله الغداة ثم أقبلت أدرس أصحابي الفقه إذ جاءني رجل خراساني وذكر الحديث على نحو ما ذكره طلحة إلا أنه قال: فلما بلغت بغلتي مربعة الجسر استقبلني موكب فيه من الشموع والنفاطات ما أضاء منه الطريق فصار كالنهار فطلبت زقاقا أستخفي فيه حتى يجوز الموكب فلم أجد فإذا رجل من أهل الموكب يقول أبو حسان؟ فتأملته فإذا هو دينار بن عبد الله فسلمت عليه فقال: إليك جئت أرسل أمير المؤمنين إلى الساعة وأمرني أن أركب إليك بنفسي وأحضره إياك قال: وأدخلني على المأمون فقال: قصتك فإني رأيتك في منامي البارحة وأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بإغاثتك؟.
قال فحدثته بحديثي. فقال المأمون: أعطوا أبا حسان ثلاث بدر وولاني الري وأمرني بالخروج إليها. قال: فعدت وما طلع الفجر، فلما كان وقت صلاتي في مسجدي خرجت فإذا الخراساني فلما قضيت الصلاة أدخلته الدار وأخرجت البدر فلما رآها قال: ما هذا؟ فقصصت عليه الحديث وأعطيته بدرة فأخذها وانصرف * وذكر محمد بن عبدوس في: " كتاب الوزراء " في أخبار دينار بن عبد الله: أن رسوله لقى أبا حسان في طريقه فقال له: قسمت شيئا على عيالي فذكرت عيالك فأنفذت إليك عشرة آلاف درهم فأخذها ورجع من الطريق، وباكره الخراساني فأعطاه إياها كلها لأنه كان أنفق جميع مال الخراساني ثم عاد من غد إلى دينار فعرفه وشكره وعرفه الحديث فقال: فكأنما قضينا دين الخراساني ثم أمر له بعشرة آلاف درهم أخرى ولم يذكر ابن عبدوس في خبره ذكر المنام ولا المأمون * وحدثني أبي هذا الحديث في المذاكرة قال: حدثني شيخ ذكره أبى وأنسيته أنا، عن أبي حسان الزيادي بنحو ما ذكره محمد بن جعفر في حديثه إلا أنه قال فيه:
إن الخراساني قال في حديثه لأبي حسان إن رجع الحجاج ولم ترني قد رجعت إليك فاعلم أنى قد هلكت والبدرة هبة منى إليك، وإن رجعت فهي لي. ثم يتقارب لفظ الحديثين إلى أن لقيه في الجانب الشرقي قوم فلما رآهم