ذكر الرجعة 1 ورأيناكم عبتم عليهم شيئا " تروونه من وجوه كثيرة عن علمائكم وتؤمنون به وتصدقونه، ونحن مفسرون ذلك لكم من أحاديثكم بما لا يمكنكم دفعه ولا جحوده.
١ - قال الطريحي (ره) في مجمع البحرين: " والرجعة بالفتح هي المرة في الرجوع بعد الموت بعد ظهور المهدي - عليه السلام - وهي من ضروريات مذهب الإمامية وعليها من الشواهد القرآنية وأحاديث أهل البيت - عليهم السلام - ما هو أشهر من أن يذكر حتى أنه ورد عنهم - عليهم السلام: من لم يؤمن برجعتنا ولم يقر بمتعتنا فليس منا، وقد أنكرها الجمهور حتى قال في النهاية: الرجعة مذهب قوم من العرب في الجاهلية وطائفة من فرق المسلمين وأهل البدع والأهواء ومن جملتهم طائفة من الرافضة. وفلان يؤمن بالرجعة أي بالرجوع إلى الدنيا بعد الموت وأما الرجعة بعد الطلاق فتقرأ بالفتح والكسر على المرة والحالة، وبعضهم يقتصر فيها على الفتح قال في المصباح: وهو الأصح ".
فليعلم أن الرجعة من العقائد الثابتة الحقة عند الفرقة الناجية أعني الشيعة الإمامية الاثني عشرية كما صرح بها الطريحي (ره) فيما نقلنا من كلامه ولعلمائهم رضوان الله عليهم في ذلك رسائل وكتب لا يسع المقام ذكر أساميها فمن أراد البحث عن ذلك فيطلبها وليراجعها إلا أن في المراجعة لباب الرجعة من المجلد الثالث عشر للبحار أو رسالة الرجعة للمجلسي (ره) أو كتاب حق اليقين له أو كتاب الايقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة للشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي (ره) كفاية للمكتفي وحسبك في الدلالة على أهمية هذا الموضوع عند الشيعة الإمامية أن للمصنف (ره) وهو أحد علمائهم كتابين في ذلك الأمر وإثباته بل ثلاثة كتب قال الشيخ الحر العاملي (ره) في كتاب الإيقاظ من - الهجعة بالبرهان على الرجعة في الباب الثاني الذي هو في الاستدلال على صحة الرجعة وإمكانها ووقوعها (أنظر ص ٦٢ - ٦٣ من طبعة قم سنة ١٣٨١): " وقال النجاشي أيضا ": الفضل بن شاذان كان ثقة أجل أصحابنا الفقهاء والمتكلمين وله جلالة في هذه الطائفة وهو في فضله أشهر من أن نصفه وذكر الكجي أنه صنف مائة وثمانين كتابا وقع إلينا منها كتاب النقض على الإسكافي (إلى أن قال) كتاب إثبات الرجعة، كتاب الرجعة، كتاب حذو النعل بالنعل (الظاهر أنه في مشابهة أحوال هذه الأمة لأحوال بني إسرائيل في الرجعة وغيرها وقد ألف الراوندي كتابا " مختصرا " في ذلك وجعله ملحقا " بكتاب الخرائج والجرائح منه رحمه الله (انتهى) ". وقال الشيخ الطوسي في الفهرست: " الفضل بن شاذان متكلم جليل القدر له كتب منها كتاب الفرائض (إلى أن قال) كتاب في إثبات - الرجعة (انتهى) " وروى الكشي في مدحه وجلالته أحاديث بليغة تدل على صحة اعتقاداته والاعتماد على مؤلفاته فانظر إلى هذا الشيخ الذي هو أجل علماء الشيعة ومصنفيهم قد صنف كتابين في إثبات الرجعة بل ثلاثة فكيف إذا انضم إليه غيره؟! (انتهى ما أردنا نقله من كلام الشيخ الحر العاملي رحمه الله تعالى) ".
أقول: لي أيضا " تأسيا " بعلمائنا - رضي الله عنهم وأرضاهم وجعل الجنة مسكنهم ومأواهم - في موضوع الرجعة كتاب ممتع يسمى بالإيمان والرجعة إلا أنه لم يتم، وفقنا الله لإتمامه بحوله وقوته وفضله ورحمته.