الخاصة والعامة (أنظر ص ٢٩١ من طبعة أمين الضرب): " ير (أي بصائر الدرجات للصفار) عمران بن موسى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الله بن زرارة عن عيسى بن عبيد الله عن أبيه عن جده عن عمر بن أبي سلمة عن أمه عن أم سلمة قال: قلت: أقعد رسول الله صلى الله عليه وآله عليا في بيتي ثم دعا بجلد شاة فكتب فيه حتى ملأ كارعه ثم دفعه إلي وقال: من جاءك بعدي بآية كذا وكذا فادفعيه إليه فأقامت أم سلمة حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وولي أبو بكر أمر الناس بعثتني فقالت: اذهب وانظر ما صنع هذا الرجل فجئت فجلست في الناس حتى خطب أبو بكر ثم نزل فدخل بيته فجئت فأخبرتها فأقامت حتى إذا ولي عمر بعثتني فصنع مثل ما صنع صاحبه فجئت فأخبرتها ثم أقامت حتى ولي عثمان فبعثتني فصنع كما صنع صاحباه فأخبرتها ثم أقامت حتى ولي علي فأرسلتني فقالت: انظر ما يصنع هذا الرجل فجئت فجلست في المسجد فلما خطب علي (ع) نزل فرآني في الناس فقال: اذهب فاستأذن على أمك قال: فخرجت حتى جئتها فأخبرتها وقلت: قال لي: استأذن على أمك وهو خلفي يريدك قالت: وأنا والله أريده فاستأذن علي فدخل فقال: أعطيني الكتاب الذي دفع إليك بآية كذا وكذا كأني أنظر إلى أمي حتى قامت إلى تابوت لها في جوفه تابوت لها صغير فاستخرجت من جوفه كتابا فدفعته إلى علي ثم قالت لي أمي: يا بني الزمه فلا والله ما رأيت بعد نبيك إماما " غيره أقول: قد مضى مثله بأسانيد في باب جهات علومهم عليهم السلام ".
أقول: هذا طرف يسير من الأخبار فمن أراد الكثير منها فليراجع الباب المذكور من سابع البحار بل سائر كتب الأخبار أيضا " ولا سيما الكافي للكليني - قدس الله تربته - فإنه عقد بابا في أصول الكافي لنقل أخبار تلك الصحيفة وعنون الباب بقوله " باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليها السلام " فيستفاد من تسميته الباب بهذا الاسم أن الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة كلها من سنخ واحد ومن جهة واحدة ويستفاد ذلك أيضا " مما تقدم في الأخبار المذكورة فإن الإمام عليه السلام أطلق في بعضها الجامعة على الصحيفة فالأولى أن نذكر شيئا من طرف الباب فنقول: من أراد أن يلاحظ أخبار الكافي في بيان هذا الأمر فليراجع الباب المشار إليه (أنظر المجلد الأول من مرآة العقول ص ١٧٥ - ١٧٦).
فممن صرح بهذا المطلب المحقق الشريف الجرجاني فإنه قال في مبحث العلم من شرح المواقف عند ذكر الماتن أعني القاضي عضد الدين الإيجي الجفر والجامعة (أنظر ص ٢٧٦ من طبعة بولاق سنة ١٣٦٦) ما نصه:
" وهما كتابان لعلي - رضي الله عنه - قد ذكر فيهما على طريقة علم الحروف الحوادث التي تحدث إلى انقراض العالم، وكانت الأئمة المروفون من أولاده يعرفونهما ويحكمون بهما وفي كتاب قبول العهد الذي كتبه علي بن موسى - رضي الله عنهما - إلى المأمون: إنك قد عرفت من حقوقنا ما لم يعرف آباؤك وقبلت منك عهدك إلا أن الجفر والجامعة يدلان على أنه لا يتم.
ولمشايخ المغاربة نصيب من علم الحروف ينتسبون فيه إلى أهل البيت ورأيت أنا بالشام نظما " أشير فيه بالرموز إلى أحوال ملوك مصر وسمعت أنه مستخرج من ذينك الكتابين ".
وقال الشيخ الأجل بهاء الملة والدين محمد بن الحسين العاملي (ره) في شرح الأربعين حديثا " عند شرحه الحديث الحادي والعشرين ما نصه:
" وقد تظافرت الأخبار بأن النبي صلى الله عليه وآله أملى لعلي (ع) كتابي الجفر والجامعة وأن فيهما على ما كان وما يكون إلى يوم القيامة ونقل الشيخ الجليل عماد الإسلام محمد بن يعقوب الكليني في كتاب الكافي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) أحاديث كثيرة في أن ذينك الكتابين كانا عنده وأنهما لا يزالان عند الأئمة عليهم السلام يتوارثونه واحدا " بعد واحد وقال المحقق الشريف في شرح المواقف في مبحث العلم الواحد بمعلومين: إن الجفر والجامعة (فنقل ما نقلناه إلى آخره وقال:) إلى هنا كلام الشريف ".
وقال الدميري في حياة الحيوان في باب الجيم تحت عنوان " الجفرة " ما نصه:
" فائدة - قال ابن قتيبة في كتاب أدب الكاتب: وكتاب الجفر جلد جفر كتب فيه الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام لآل البيت كل ما يحتاجون إلى علمه وكل ما يكون إلى يوم القيامة وإلى هذا الجفر أشار أبو العلاء المعري بقوله:
لقد عجبوا لأهل البيت لما * أتاهم علمهم في مسك جفر ومرآة المنجم وهي صغرى * أرته كل عامرة وقفر والمسك الجلد وقيل: إن ابن تومرت المعروف بالمهدي ظفر بكتاب الجفر فرأى فيه ما يكون على يد عبد المؤمن صاحب المغرب وقصته وحليته واسمه فأقام ابن تومرت مدة يتطلبه حتى وجده وصحبه وكان يكرمه ويقدمه على سائر أصحابه وينشد إذا أبصره:
تكاملت فيك أوصاف خصصت بها * فكلنا بك مسرور ومغتبط السن ضاحكة والكف مانحة * والنفس واسعة والوجه منبسط ولم يصح أن ابن تومرت استخلف عبد المؤمن عند موته وإنما راعى أصحابه إشارته في تقديمه وإكرامه فتم له الأمر (إلى آخر ما قال) ".
وقال الشبلنجي في نور الأبصار في ترجمة مولانا أبي عبد الله جعفر الصادق (ع) ما نصه:
" وفي حياة الحيوان الكبرى: فائدة - قال ابن قتيبة فنقل كلامه إلى آخر البيتين لأبي - العلاء المعري وقال: وفي الفصول المهمة نقل بعض أهل العلم أن كتاب الجفر الذي بالغرب يتوارثه بنو عبد المؤمن بن علي من كلام جعفر الصادق وله فيه المنقبة السنية والدرجة التي في مقام الفضل علية " والمراد من الفصول المهمة تأليف ابن الصباغ والعبارة مذكورة في ترجمة الصادق عليه السلام (راجع الفصل السادس من الكتاب ص ٢٣٥ من النسخة المطبوعة بإيران سنة ١٣٠٣) ونقل عبارة الشبلنجي بتمامها المحدث القمي في سفينة البحار في مادة " ص د ق " (راجع ج ٢ ص ٢٠).
أقول: ذكر ابن خلكان هذه الحكاية في ترجمة أبي محمد عبد المؤمن بن علي القيسي الكومي الذي قام بأمره محمد بن تومرت المعروف بالمهدي ونص عبارته هناك هذه (راجع ج ١ من طبعة بولاق سنة ١٢٩٩):
" ورأيت في بعض تواريخ المغرب أن ابن تومرت قد كان ظفر بكتاب يقال له الجفر وفيه ما يكون على يده وقصة عبد المؤمن وحليته واسمه (إلى أن قال) وأما كتاب الجفر فقد ذكره ابن قتيبة في أوائل كتاب اختلاف الحديث فقال بعد كلام طويل: وأعجب من هذا التفسير تفسير الروافض للقرآن الكريم وما يدعونه من علم باطنه بما وقع إليهم من الجفر الذي ذكره سعد بن هارون العجلي وكان رأس الزيدية ثم قال:
ألم تر أن الرافضين تفرقوا * فكلهم في جعفر قال منكرا فطائفة قالوا إمام ومنهم * طوائف سمته النبي المطهرا ومن عجب لم أقضه جلد جفرهم * برئت إلى الرحمن ممن تجفرا والأبيات أكثر من هذا فاقتصرت منها على هذا لأنه المقصود بذكر الجفر ثم قال ابن - قتيبة بعد الفراغ من الأبيات: وهو جلد جفر ادعوا أنه كتب لهم فيه الإمام كل ما يحتاجون إليه وكل ما يكون إلى يوم القيامة والله أعلم قلت: وقولهم: الإمام يريدون به جعفر الصادق - رضي الله عنه - وقد تقدم ذكره وإلى هذا الجفر أشار أبو العلاء المعري بقوله من جملة أبيات (فذكر البيتين وقال) وقوله: في مسك جفر المسك بفتح الميم (إلى آخر ما قال) ".
أقول: البيتان من لزوميات أبي العلاء وما قبلهما ثلاثة أبيات فمجموع القطعة خمسة أبيات فإن أردت أن تلاحظها فراجع ج ٢ من طبعة مكتبة صادر بيروت ص ٢٤٩ وأما الكتاب المنقول عنه الكلام فالصحيح أنه تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة كما صرح به ابن خلكان واشتبه الأمر على الدميري فإنا راجعنا أدب الكاتب لابن قتيبة فلم نجد هذا المطلب فيه وأما تأويل مختلف الحديث فالقصة مذكورة فيها (أنظر ص 85) وأما ما ذكره السيد الجرجاني فيما تقدم من كلامه عن الرضا عليه السلام: " إلا أن الجفر والجامعة يدلان على أنه لا يتم " فهو مأخوذ من كتاب الفخري لابن الطقطقي فإن شئت فراجع الكتاب المشار إليه.