من طبعة بمبئي سنة 1301، أو ص 290 من طبعة إيرانبطهران سنة 1301 وقد انضمت في الطبع بأربعين المجلسي): " ومنها [أي من معجزاته (ع)] ما أخبرنا به أبو منصور ابن شهريار بن شيرويه بن شهريار الديلمي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن عمرو قال: سمعت أبا القاسم الحسن بن محمد المعروف بابن الرفاء بالكوفة يقول: كنت بالمسجد الحرام (فساق القصة إلى آخرها باختلاف يسير في بعض الفقرات) " قال العلامة المجلسي في تاسع البحار في باب ما وقع بعد شهادته (أي أمير المؤمنين علي - عليه السلام -) وأحوال قاتله - لعنه الله - " ما نصه (ص 678 من طبعة أمين الضرب):
" يج (يريد به الخرائج والجرائح للقطب الراوندي) أخبرنا أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي فساق القصة إلى آخرها نحو ما مر وقال: كشف - من مناقب الخوارزمي عن الرفاء مثله " ونقل الشيخ الحر العاملي (ره) هذه القصة في كتاب الإيقاظ من الهجعة في الباب السابع الذي هو في بيان إثبات أن الرجعة قد وقعت في هذه الأمة في الجملة ليزول بها استبعاد الرجعة الموعود بها في آخر الزمان ويدل على ذلك أحاديث فخاض في نقل الأحاديث إلى أن قال (أنظر ص 199): " الثالث عشر ما رواه الشيخ الجليل قطب الدين الراوندي في كتاب الخرائج والجرائح في معجزات أمير المؤمنين (ع) قال: أخبرنا أبو منصور شهريار (فساق الحديث والسند نحو ما مر إلى آخره).
وقال السيد هاشم البحراني في مدينة المعاجز في أواخر الباب الأول الذي في معاجز الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام -: " التاسع والأربعون وخمسمائة خبر طائر ابن ملجم - الراوندي قال: أخبرنا أبو منصور بن شهريار بن شيرويه بن شهريار الديلمي (فساق السند ومتن القصة إلى آخرها) " فإن أردت أن تراجع الكتاب فراجع ص 200 - 201.
وقال السيوطي في شرح الصدور بشرح حال الموتى في القبور في باب عذاب القبر ما نصه (أنظر ص 117 - 118 من طبعة الهند):
" وأخرج تمام بن محمد الرازي في كتاب الرهبان له وابن عساكر أيضا " من طريق تمام الحافظ عن أبي محمد بن هارون الأنصاري عن عصمة بن أبي عصمة البخاري عن أحمد ابن خالد التمار عن عصمة العباداني قال: كنت أجول في بعض الفلوات إذ أبصرت ديرا " وإذا في الدير صومعة وفي الصومعة راهب فقلت له: حدثني بأعجب ما رأيت في هذا الموضع فقال: نعم بينا أنا ذات يوم إذا رأيت طائرا " أبيض مثل النعامة قد وقع على تلك الصخرة فتقيأ رأسا " ثم رجلا وإذا هو كلما تقيأ عضوا " من تلك الأعضاء التأمت بعضها إلى بعض أسرع من البرق حتى إذا استوى رجلا جالسا " فإذا هم بالنهوض نقره الطائر نقرة قطعه أعضاء ثم يرجع فيبتلعه فلم يزل على ذلك أياما " فكثر تعجبي منه وازددت يقينا لعظمة الله تعالى وعلمت أن لهذه الأجساد حياة بعد الموت فالتفت إليه يوما فقلت:
أيها الطائر سألتك بحق الله الذي خلقك وبرأك ألا أمسكت عنه حتى أسأله فيخبرني بقصته فأجابني الطائر بصوت عربي طلق: لربي الملك وله البقاء الذي يفني كل شئ ويبقى، أنا ملك من ملائكة الله موكل بهذا الجسد لما أجرم فالتفت إليه فقلت: يا هذا الرجل المسمى إلى نفسه ما قصتك؟ ومن أنت؟ قال: أنا عبد الرحمن بن ملجم قاتلعلي - رضي الله عنه - وأني لما قتلته وصارت روحي بين يدي الله ناولني صحيفة مكتوب فيها ما عملته من الخير والشر منذ يوم ولدتني أمي إلى أن قتلت عليا " وأمر الله هذا الملك بعذابي إلى يوم القيامة فهو يفعل بي ما ترى ثم سكت فنقره ذلك الطائر نقرة نثر أعضاءه بها ثم جعل يبتلعه عضوا عضوا ثم مضى.
قلت: هذا الإسناد ليس فيه من تكلم فيه سوى أبي على شيخ تمام فقد قال الذهبي في الميزان: إنه كان يتهم، وقال ابن رجب: قد رويت هذه الحكاية من وجه آخر أخرجها ابن النجار في تاريخه من طريق السلفي بإسناده إلى الحسن بن محمد بن عبيد العسكري حدثنا إسماعيل بن أحمد بن علي بن أحمد بن يحيى بن المنجم سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة إنه حضر مع يوسف بن أبي التاح فأحضر راهب فحدث فذكر شبيها بالحكاية.
ورويت من وجه آخر من طريق أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الرازي صاحب السداسيات المشهورة عن علي بن بقاء بن محمد الوراق حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر البزاز سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن أبي الأصبغ قال: قدم علينا شيخ غريب فذكر أنه كان نصرانيا " سنين وأنه تعبد في صومعته فبينما هو ذات يوم جالس إذ جاء طائر كالنسر فذكر شبيها بالحكاية مختصرا " (انتهى ما أردنا نقله في شرح الصدور).
أقول: إنما أطنبنا هذا الكلام بذكر القصة لأنها من الدلائل على الحياة بعد الموت عند من يقبلها، وعلم من عبارة الشيخ عبد الجليل في ما نقلنا من كتاب النقض أن القصة مسلمة عند مخالفيه، ولذا استدل به على إمكان القضية بطريق الجدل على ما بين في علم المنطق وكتب الكلام، وإلا لا نريد بإطالة الكلام إثبات صحتها بل نجعله في بقعة الإمكان كما قال أبو علي ابن سينا في كلامه المشهور: كلما قرع سمعك فذره في بقعة الامكان ما لم يذدك عنه قائم البرهان، والسلام على من اتبع الهدى.
ومما ينبغي أن يذكر هنا ما حدثني به السيد الجليل السيد الكاظم الأراكي الجرفاذقاني وهو من أجلاء المعاصرين ومع تخصصه في الفقه والأصول وتبحره في هذين العلمين له يد طولى في تتبع السير والأخبار وتصفح الآثار المروية عن الأئمة الأطهار سلام الله عليهم من أن المعجزة المشار إليها قد نظمت بالفارسية وكانت تدرس في المكاتب والمدارس للأطفال ليتعلموها وهو ممن تدرس تلك القصة في زمان صباوته إلا أن أبيات المعجزة واسم - ناظمها لم تكن في ذكرها حتى يذكرها لنا فأطال الله أيام بقائه.