يقولون: إن الله لم يبعث نبيه - صلى الله عليه وآله - إلى خلقه بجميع ما يحتاجون إليه من أمر دينهم وأنه تعبد خلقه بما لم يبينه لهم وتجهيل 1 نبيه صلى الله عليه وآله بأنه لم يكن يعرف جميع الطاعة من المعصية ولم يكمل لهم ما أتاهم [به 2] حتى أكمله لهم في قولهم الصحابة والتابعون 3 ومن بعدهم ممن استنبطوا بآرائهم.
فقالت المرجئة 4: قد رأينا مباينة هذه الفرق لكم فما قولكم الذي عليه تعتمدون حتى يكون جوابكم عما به تقرون على ما به تقرون [وعلى ما تحبون 5] لا على ما ينسبكم إليه من خالفكم من هذه الفرق التي وصفنا؟
قالوا: نقول: إن الله جل ثناؤه تعبد خلقه بالعمل بطاعته واجتناب معصيته على لسان نبيه - صلى الله عليه وآله - فبين لهم جميع ما احتاجوا 6 إليه من أمر دينهم صغيرا " كان أو كبيرا " فبلغهم إياه خاصا وعاما ولم يكلهم فيه إلى آرائهم 7 ولم يتركهم في عمى ولا شبهة، علم ذلك من علمه وجهل ذلك 8 من جهله فأما ما بلغه 9 عاما " فهو ما الأمة عليه من الوضوء 10 والصلاة والخمس والزكاة والصيام والحج والغسل من الجنابة واجتناب ما نهى الله عنه في كتابه من الزنا والسرقة والاعتداء والظلم وأكل مال اليتيم وأكل الربا [وقذف المحصنات 11] وما أشبه ذلك مما يطول شرحه