شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب 1 فتنبحها كلاب الحوأب [فيقتل] عن يمينها قوم وعن شمالها قوم ثم تنجو بعدما كادت.
١ - قال ابن الأثير في النهاية في دبب: " وفيه: أنه صلى الله عليه وآله قال لنسائه: ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب؟ تنبحها كلاب الحوأب، أراد الأدب فأظهر الادغام لأجل الحوأب، والأدب الكثير وبر الوجه " وقال في حوب: " وفيه: أنه صلى الله عليه وآله قال لنسائه:
أيتكن تنبحها كلاب الحوأب؟ الحوأب منزل بين مكة والبصرة وهو الذي نزلته عائشة لما جاءت إلى البصرة في وقعة الجمل ".
قال الصدوق (ره) في معاني الأخبار في باب معنى الحوأب والجمل الأدبب (وهو الباب السابع والخمسون بعد مائة، أنظر ص ٨٨ من النسخة المطبوعة بطهران سنة ١٣١٠):
" حدثنا الحاكم أبو حامد أحمد بن الحسين بن علي ببلخ قال: حدثنا محمد بن العباس قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق قال: حدثني إبراهيم بن سعيد قال: حدثنا أبو نعيم قال:
حدثنا عصام بن قدامة عن عكرمة عن ابن عباس (فبعد أن ساق الحديث إلى الآخر قال) الحوأب ماء لبني عامر والجمل الأذيب يقال: الذئيبة داء يأخذ الدواب يقال:
برذون مذؤوب وأظن أن الجمل الأذيب مأخوذ من ذلك وقوله: تنجو بعدما كادت أي تنجو بعدما كادت تهلك ".
قال المجلسي (ره) في ثامن البحار بعد نقله عن معاني الأخبار (أنظر باب نهي الله ورسوله عائشة عن مقاتلة علي، ص ٤٥٣ - ٤٥٢ من طبعة أمين الضرب): " الكافية - عن عصام مثله قال: ورواه أبو بكر بن عياش عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس وروى المسعودي في حديثه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي إذا أدركتها فاضربها واضرب أصحابها.
سر - (بريد به السرائر) قال محمد بن إدريس: وجدت في الغريبين للهروي هذا الحديث وهو بالدال غير المعجمة مع الباء المنقطة تحتها نقطة واحدة قال أبو عبيد:
وفي الحديث: ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب تنبحها كلاب الحوأب قيل:
أراد الأدب فأظهر التضعيف والأدب الكثير الوبر يقال: جمل أدب إذا كان كثير الدبب والدبب كثرة شعر الوجه ودببه أنشدني أبو بكر بن الأنباري:
يمشقن كل غصن معلوش * مشق النساء دبب العروس يمشقن يقطعن كل غصن كثير الورق كما تنتف النساء الشعر من وجه العروس قال محمد بن إدريس: وجدت أيضا في مجمل اللغة لابن فارس مثل ما ذكره أبو عبيدة صاحب الغريبين قد أورد الحديث على ما ذكره وفسره ووضعه في باب الدال غير المعجمة مع الباء والاعتماد على أهل اللغة في ذلك فإنهم أقوم به وأظن أن شيخنا ابن بابويه تجاوز نظره في الحرف وزل فيه فأورده بالذال المعجمة والياء على ما في كتابه واعتقد أن الجمل الأدبب مشتق من الذئبة ففسره على ما فسره وهذا تصحيف منه.
أقول: قال في النهاية بعد إيراد الرواية: أراد الأدب فأظهر الادغام لأجل الحوأب والأدب كثير وبر الوجه وقال السيوطي في بعض تصانيفه: إنه قد يفك ما استحق الادغام لاتباع كلمة أخرى كحديث أيتكن صاحبة الجمل الأدبب تنبحها كلاب الحوأب فك الأدبب وقياسه الأدب اتباعا للحوأب ".