على البر والتقوى ولا تعانوا على الاثم والعدوان واتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وأنتم مسلمون واعلموا عباد الله ان الأمل يذهب العقل ويكذب الوعد ويحث على الغفلة ويورث الحسرة فأكذبوا الأمل فإنه غرور وان صاحبه مأزوره فاعملوا في الرغبة والرهبة فان نزلت بكم رغبة فاشكروا وأجمعوا معها رغبة فان الله قد تأذن للمسلمين بالحسنى و لمن شكر بالزيادة فانى لم أر مثل الجنة نام طالبها ولا كالنار نام هاربها ولا أكثر مكتسبا ممن كسبه اليوم تذخر فيه الذخاير وتبلى فيه السرائر وان مل لا ينفعه الحق يضره الباطل ومن لا يستقيم به الهدى تضره الضلالة ومن لا ينفعه اليقين يضره الشك وانكم قد امرتم بالظعن ودللتم على الزاد الا ان أخوف ما أتخوف عليكم اثنان طول الأمل واتباع الهوى الا وان الدنيا قد أدبرت وآذنت بانقلاع الاوان الآخرة
(١٩٢)