المبدأ والمغيبات وتفسير القرآن، وقد ذكر ابن حجر العسقلاني في الإصابة: إن معاوية هو الذي أمر كعبا بأن يقص في الشام (1)، وكان من ثمار ذلك ما وردنا من أحاديث كثيرة موضوعة عن فضائل الشام وأهلها.
يقول الأستاذ الفاضل الشيخ محمود أبو رية:
إن الأستاذ سعيد الأفغاني نشر مقالا بمجلة الرسالة المصرية قال فيه: إن وهب بن منبه الصهيوني الأول، وصححت هذا الرأي بمقال نشر في العدد 656 من هذه المجلة أثبت فيه بالأدلة القاطعة إن كعب الأحبار هو الصهيوني الأول.
وما كاد هذا المقال ينشر حتى هب في وجهنا شيوخ الأزهر وأمطرونا وابلا من طعنهم المعروف وقالوا: كيف تصف (سيدنا كعبا) بأنه الصهيوني الأول، وهو من كبار التابعين وخيار المسلمين. ومما يؤسف له إنهم لا يزالون يذكرون اسمه بالسيادة إلى اليوم (2)!
ويبرز إلى جانب كعب اسم وهب بن منبه الذي يروي عن النبي صلى الله عليه وآله مرسلا، وأدرك عدة من الصحابة، وقد كانت مادة حديثة التوراة والإنجيل وشروحهما وحواشيهما، فكانت المنبع الضخم للقصاص، ودخلت في التفاسير وفي كتب الحديث.
ولذا قال الذهبي في سير أعلامه: وروايته (أي وهب) للمسند قليلة، وإنما غزارة علمه في الإسرائيليات، ومن صحائف أهل الكتاب (3). وظل أثرها السئ يسري في فكر المسلمين إلى أن يشاء الله.
وكان لوهب تلامذة كثيرون: ولداه عبد الله وعبد الرحمن، وعمرو بن دينار، وسماك بن الفضل، وهمام بن نافع أبو عبد الرزاق وجماعة كثيرون عد منهم الذهبي .