هل اتفق تولي الأقرع الأعرج سلطانا؟ (1).
وهذا كان مما يبعث الناس على عدم الخضوع والاستسلام لهذه الدولة الجديدة.
ولذلك كانت تظهر الفتن الداخلية بصورة هائلة بين حين وحين من هنا وهناك، ويجد الباحث خلال الكتب التاريخية ما لا يقل عن أربع عشرة فتنة خطيرة وقعت خلال هذه الفترة.
وزاد الطين بلة ظهور أحداث طبيعية كان لها أكبر الأثر في تردي الحالة الاقتصادية، كفترات الجدب، والمجاعة. والزلازل، والوباء.
ويخصص المقريزي - وهو ممن أرخ هذه الفترة - كتابا لوصف المجاعات، والكوارث الطبيعية التي وقعت في هذه الفترة.
وانشغل (برقوق) طيلة إمارته بحروب داخلية وخارجية كثيرة فقضى على المماليك البحرية، وحارب تمريغا وبليغا، فظهر عليه وخرج من السجن وجمع الجيوش مرة أخرى فتغلب عليهما.
وفي أيامه أرسل (تيمور لنك) إليه رسالة قاسية اللهجة يدعوه إلى الاستسلام له دون قيد أو شرط، ويهدده فيما إذا رفض ذلك أن ينزل عليه عذابا شديدا.
وأجاب عليها (برقوق) برسالة مشابهة لها في قسوة اللهجة، ولم يطل بعد ذلك أيام (برقوق) حتى توفي (2).
وفي الوقت نفسه كان مهددا من قبل الصليبيين الأفرنج، ومن قبل المماليك البحرية، فكان انشغال الحكومة بإخماد الفتن الداخلية، ومقاومة