الحاكم. ولقب (الواثق بالله) فاستمر في الخلافة إلى أن مات يوم الأربعاء سنة 788، فكلم الناس برقوقا في إعادة المتوكل إلى الخلافة فلم يقبل واحضر أخاه محمد زكريا ولقب (المستعصم بالله) واستمر في الخلافة إلى سنة 791، فندم (برقوق) على ما فعل بالمتوكل. وأخرج (المتوكل) من الحبس وأعاده إلى الخلافة وخلع زكريا، واستمر زكريا بداره إلى أن مات مخلوعا، واستمر المتوكل في الخلافة إلى أن مات.
الوضع الاجتماعي في أيام برقوق:
انهارت الأوضاع الاجتماعية في (مصر) وفي (سوريا) أيام الجراكسة بشكل عام، لضعف جهاز الدولة، ولتسرب الصليبيين إلى البلدان الإسلامية فقد جاءت (الحملة الصليبية) عقيب (حملة التتر)، وكان لهما أسوأ الأثر على الحياة الاجتماعية، وكانت الحروب الداخلية والفتن والاختلافات قائمة على قدم وساق بين الأمراء والحكام. فقد نصب (برقوق) مرتين وعزل بينهما، وعزل (الحاجي) ونصب مرتين. وعزل (المتوكل) ونصب.
وذلك كله إذا دل على شئ فإنما يدل على ضعف جهاز الحكم عهد الجراكسة وفي عهد (برقوق) بشكل خاص، وكثرة الخلافات وكان الناس يعهدون من قبل أن تخول الإمارة إلى أشراف الأمة ورجالها فانقلب الوضع فيما انقلب من حياة الأمة في هذه الفترة، وتحولت الإمارة إلى طبقة جديدة من (العبيد) لم تكن الأمة تستسيغها بعد، فبينما كانوا يعرضون أمس في أسواق الرقيق للبيع أصبحوا اليوم يحكمون على أمة كبيرة من الناس.
وكان خيال السلطنة في دماغ كل واحد منهم حين يجلب إلى السوق إلى أن يموت. حتى أن واحدا منهم جلب وهو حقير فاحش القرعة فاحش العرج قال للدلال الذي يبيعه: