الأيام حتى ينصب الحجر الأسود فيه وليأتين عليه زمان يكون مصلى المهدي من ولدي ومصلى كل مؤمن ولا يبقى على الأرض مؤمن إلا كان به أو حن قبله إليه فلا تهجروه وتقربوا إلى الله عز وجل الصلاة فيه وارغبوا إليه في قضاء حوائجكم فلو يعلم الناس ما فيه من البركة لاتوه من أقطار الأرض و لو حبوا على الثلج وروى ابن بابويه عن الصادق عليه السلام قال قال بالكوفة مسجد يقال له مسجد السهلة لو أن عمي زيد أتاه فصل فيه واستجار الله لأجاره عشرين سنة فيه بيت إدريس الذي كان يخيط فيه وهو الموضع الذي خرج منه إبراهيم إلى العمالقة وهو الموضع الذي خرج منه داود إلى جالوت وتحته صخرة خضراء فيها صورة وجه كل نبي خلقه الله عز وجل ومن تحته أحدث طينة كل نبي وهو موضع الراكب فقيل له وما الراكب قال الخضر عليه السلام وروى الشيخ رحمه الله وابن بابويه رحمه الله عن جابر عن عبد الله الأنصاري قال صلى بنا علي عليه السلام ببراثا ببغداد بعد رجوعه من قتال الشراة ونحن رها عن مائة ألف رجل فنزل نصراني من صومعته فقال أين عميد هذا الجيش فقلنا هذا فأقبل إليه فسلم عليه ثم قال يا سيدي أنت نبي فقال لا النبي سيدي قد مات قال فأنت وصي نبي قال نعم ثم قال له اجلس كيف سألت عن هذا فقال إنما بنيت هذه الصومعة من أجل هذا الموضع و هو براثا وقرأت في الكتب المنزلة أنه لا يصلي في هذا الموضع بهذا الجمع إلا نبي أو وصي نبي وقد جئت أسلم فأسلم وخرج معنا إلى الكوفة فقال له علي عليه السلام فمن صلى ها هنا قال صلى عيسى بن مريم وأمه فقال له علي عليه السلام فأخبرك من صلى ها هنا قال نعم قال الخليل عليه السلام وروى الشيخ وابن يعقوب عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال إن بالكوفة مساجد ملعونة ومساجد مباركة فأما المباركة فمسجد غنى فوالله ان قبلته لقاسطة و ان طينته لطيبة ولقد وضعه رجل مؤمن ولا تذهب الدنيا حتى تنفجر عنده عينان وتكون عنده جنتان وأهله ملعونون وهو مسلوب منهم ومسجد بني ظفر وهو مسجد السهلة ومسجد الحمراء ومسجد جعفي وليس هو مسجدهم اليوم قال درس وأما المساجد الملعونة فمسجد ثقيف ومسجد الأشعث ومسجد جرير ومسجد سماك ومسجد الحمراء بني على قبر فرعون من الفراعنة ورويا معا عن سالم عن أبي جعفر عليه السلام قال جددت أربعة مساجد بالكوفة فرحا لقتل الحسين عليه السلام مسجد الأشعث ومسجد جرير ومسجد سماك ومسجد شيث بن ربعي وروى الشيخ وابن يعقوب في الصحيح عن حسان الجمال قال حملت أبا عبد الله عليه السلام من المدينة إلى مكة قال فلما انتهينا إلى مسجد الغدير نظر في ميسرة المسجد فقال ذلك موضع قدم رسول الله صلى الله عليه وآله حيث قال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ثم نظر في الجانب الآخر فقال ذلك موضع فسطاط فلان وفلان وسالم مولى أبي حذيفة وأبي عبيدة الجراح فلما أن رأوه رافعا يده قال بعضهم انظروا إلى عينيه يدوران كأنهما عينا مجنون فنزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية: (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون انه لمجنون وما هو إلا ذكر للعالمين) ثم قال يا حسان لولا أنك جمالي لما حدثتك بهذا الحديث وروى الشيخ في الحسن عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن المسجد الذي أسس على التقوى قال مسجد قبا وروى ابن بابويه عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال صلى في مسجد الخيف سبع مائة نبي وروى ابن بابويه عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال من صلى في مسجد الخيف بمنى مائة ركعة قبل أن يخرج منه عدلت عبادة سبعين عاما ومن سبح الله فيه مئة تسبيحة كنت له كأجر عتق رقبة ومن هلل الله فيه مئة تهليلة عدلت أجر إحياء نسمة ومن حمد الله عز وجل فيه مئة تحميدة عدت أجر خراج العراقيين يتصدق به في سبيل الله. فصل:
بناء المساجد فيه فضل كثير وثواب جزيل قال الله تعالى: إنما يعمر مساجد الله من أمن بالله واليوم الآخر) الآية وروى الشيخ في الحسن عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال من بنى مسجدا بنى الله بيتا في الجنة قال أبو عبيدة فمر بي أبو عبد الله عليه السلام في طريق مكة وقد سويت أحجار المسجد فقلت جعلت فداك نرجو أن يكون هذا من ذاك فقال نعم. فصل: ويستحب اتخاذها جما غير مظللة روى الشيخ في الصحيح عن الحلبي قال سألته عن المساجد المظللة أيكره القيام فيها فقال نعم ولكن لا تضركم الصلاة فيها اليوم ولو قد كان العدل لرأيتم كيف يصنع في ذلك وروى في الحسن عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: بنى رسول الله صلى الله عليه وآله مسجده فاشتد الحر عليهم فقالوا يا رسول الله لو أمرت بالمسجد فظلل فقال نعم فأمر به فأقيمت فيه سواري من جذوع النخل ثم طرحت عليه العوارض والخصف والإذخر فعاشوا فيه حتى أصابهم المطر فجعل المسجد يكف عليهم فقالوا يا رسول الله لو أمرت بالمسجد فطين فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله لا عريش كعريش موسى عليه السلام فلم يزل كذلك حتى قبض صلى الله عليه وآله وروى ابن بابويه عن أبي جعفر عليه السلام قال: أول ما يبدأ به قائمنا سقوف المساجد فيكسرها ويأمر بها فتجعل عريشا كعريش موسى عليه السلام وروى الشيخ عن طلحة بن زيد عن جعفر عن أبيه أن عليا عليه السلام رأى مسجد بالكوفة قد شرف فقال كأنه بيعة وقال أن المساجد لا تشرف تبنى جما. فصل: ويكون الميضاة (المتوضاء) على أبواب المساجد لما رواه الشيخ عن عبد الحميد عن أبي إبراهيم عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم وبيعكم وشرائكم واجعلوا مطاهركم على الجراب مساجدكم ولأنه لو جعلت داخلها لتأذى المسلمون برائحتها وذلك يطلب الترك. فصل: ويستحب أن تكون المنارة مع حائطها ولا تعلى عليه لما رواه الشيخ عن السكوني عن جعفر عن أبيه عن آبائه أن عليا عليه السلام مر على منارة طويلة فأمر بهدمها ثم قال لا ترفع المنارة إلا مع سطح المسجد. فصل: ويستحب أن يقدم الداخل إليها رجله اليمنى والخارج اليسرى لشرف اليمنى فتقدم إلى الموضع الأشرف وأن يتعاهد نعله احتياطا للطهارة روى الشيخ عن عبد الله بن ميمون القداح عن جعفر عن أبيه قال قال النبي صلى الله عليه وآله تعاهدوا نعالكم عند أبواب مساجدكم