بل الوهمية فقط وبهذا وبتسميتها أجساما يمتاز هذا المذهب عن مذهب القائلين بالجزء.
ثم اختلفوا في اشكالها فذهب الأكثرون منهم إلى أنها كرات لبساطتها والتزموا القول بالخلاء.
وقيل إنها مكعبات وقيل مثلثات وقيل مربعات وقيل على خمسه أنواع في الاشكال فللنار أربع مثلثات وللأرض مكعب وللهواء ذو ثماني قواعد مثلثات وللماء ذو عشرين قاعدة مثلثات وللفلك ذو اثنى عشر قاعدة مجسمات.
هذا ما نقله الخطيب الرازي وذكر الشيخ في الشفا انهم يقولون انها مختلفه الاشكال وبعضهم يجعلها متفقه الأنواع.
وقد قرر بعض المتأخرين الدليل في بطلان هذا المذهب بان تلك الأجزاء لما كانت متشابهه الطبع باعترافهم جاز على كل منها ما جاز على الاخر وعلى المجموع الحاصل من اجتماعها والقسمة الانفكاكية مما يجوز على المجموع فيجوز على كل جزء إذ لو امتنعت على الجزء نظر إلى ذاته لامتنعت على المجموع و فيه بحث.
اما أولا فلكونه مبنيا على تساوى تلك الأجسام في المهية ولا يجدى اعترافهم بكونها متساوية بالطبع إذ غاية الأمر فيه ان يحصل الزامهم بذلك فلم يكن البيان برهانيا.
ولقائل ان يدعى انها متخالفة بالمهية ولا يوجد جزء ان متحدان في المهية فلم يثبت ان كل جسم قابل للقسمة الانفكاكية فلم يتم دليل اثبات الهيولى فضلا عن أن يعم.
واما ثانيا فلان صحه هذا الدليل على هذا التقرير موقوف على تساوى الأجسام المحسوسة ومباديها التي يتركب منها الأجسام وهو غير ثابت ولا هم معترفون بها أيضا لأن هذه الأجسام المحسوسة متخالفة الطبايع بالضرورة فإذا كان مباديها متفقه