المعقول بالفعل الا بعد أن ينسلخ عنه هذا الوجود المادي وعن كثير من الغواشي والقشور حتى ينتهى إلى وجود آخر وينقلب إلى جوهر مفارق أخيرا وذلك بان تصير نفسه عقلا والصورة الحسية له مادة معنوية لصورة عقلية هي عقل ومعقول بالفعل.
فصل (9) في حل شكوك تتوهم ورودها على القول بالاتحاد بين الصور والمواد مما أوردها صاحب حاشية التجريد على معاصره وإن كان بين ما ذهب إليه من الاتحاد وبين ما رأيناه بونا بعيدا قال إن التحليل العقلي يجرى في البسائط فان العقل يحللها إلى جنس وهو اللون وفصل يميزها كالقابض للبصر بالنسبة إلى السواد والمفرق للبصر بالنسبة إلى البياض فلو كان الحال على ما ذكره لكان لتلك الاعراض مادة وصوره.
مع أن الشيخ قد صرح بان ليس للاعراض مادة وصوره بل نقول هذا التحليل يجرى في المجردات فإنها جواهر مخصوصة لكل منها جنس هو الجوهر وفصل يميزه عن غيره فيلزم ان يكون لها مادة فلا تكون مجرده هذا خلف فعلم أن مرادهم من الهيولى ليس ما تخيله من الجزء التحليلي الذي هو الجنس ولا بالصورة ما توهمه من الجزء التحليلي المميز في العقل الذي هو الفصل والا لكان ما سوى الواجب مطلقا ماديا عندهم فان التحليل إلى الجنس والفصل يجرى في جميع الممكنات عندهم.
أقول الفرق بين البسيط وبين ما سمى مركبا ليس كما توهمه من أن الوجود في الأول للمعنى الجنسي والمعنى الفصلي واحد وفي الثاني متعدد حتى يكون في النوع الواحد الطبيعي كالانسان مثلا موجودات كثيره حسب أجناسه وفصوله القريبة والبعيدة والا لم يكن زيد مثلا موجودا واحدا بل موجودات كثيره لها وحده اعتبارية كوحدة العسكر إذ يمتنع ان يكون الموجودات المتبائنة الوجود باي اعتبار اخذ موجودا واحدا لان موضوع الوحدة العددية يستحيل ان يكون بعينه موضوع الكثرة