وسكون الظل ووجود (1) العلة بدون المعلول فيما إذا فرضنا بئرا عميقا مائه ذراع مثلا وفي منتصفها خشبه شد عليها طرف حبل طوله خمسون ذراعا وعلى طرفه الاخر دلو ثم شددنا قلابا على طرف حبل آخر طوله خمسون ذراعا أرسلناه في البئر بحيث وقع القلاب في الحبل الأول على طرفه المشدود في الخشبة ثم جررناه فيكون ابتداء حركه القلاب من الوسط والدلو من الأسفل معا وكذا انتهائهما إلى رأس البئر وقد قطع الدلو مائه ذراع والقلاب خمسين مع أن حركه القلاب من تمام علة حركه الدلو فلو كان له سكنات في خلال حركته لزم وجود المعلول بدون علته التامة فصل (8) في تقرير شبه المثبتين للجزء ومبنى خيالاتهم وكشف الغشاوة عن وجه المقصود بإزالتها اعلم أن مبنى خيال القائلين بالجواهر الفردة ان الجسم ان لم يتناه القسمة فيه فيستوى الجسم الأصغر كالخردلة والأكبر كالجبل في المقدار لاستوائهما في عدم نهاية القسمة ويلزم ان يكون مقدار كل منهما غير متناه ضرورة ان مجموع المقادير الغير المتناهية غير متناه.
وهذا مما يندفع بان الجسم المفرد لا جزء له بالفعل بل بالقوة وعديم النهاية بالقوة يمكن فيه التفاوت كالمئات والألوف الغير المتناهيين وبينهما من التفاوت ما لا يخفى.
والحاصل انه ليس لأحدهما اقسام ما لم ينقسم وإذا قسما مساويا كل منهما