لكن الغاية الذاتية هو ان يوجد مثلا الجوهر الذي هو الانسان أو الفرس أو النحلة و ان يكون هذا الوجود وجودا دائما ثابتا وكان هذا ممتنعا في الواحد المشار إليه لان كل كاين فاسد فاستبقى بالنوع والغرض الأول هو بقاء الطبيعة الانسانية مثلا فهو العلة التمامية لفعل الطبيعة الكلية وهو واحد.
لكن هذا الواحد لا بد في حصوله باقيا من أن يكون أشخاص بعد أشخاص بلا نهاية فيكون لا تناهى الأشخاص غرضا على المعنى الضروري أقول ومن تأمل في كلاميه أحدهما ان لا وجود للطبائع النوعية مستقلة والاخر ان الغاية والغرض الأصلي في فعل المبدء الفاعلي هي الطبيعة النوعية دون الأشخاص الا على وجه التبع وعلى قسم من الضروري المذكور في موضعه لحكم بالاضطراب والحيرة فان الغاية بالحقيقة والتي يؤمها القصد والغرض بالذات يجب أن تكون موجودة في الأعيان وجودا أقوى من وجود ما لا يؤمه القصد من الفاعل الا بالعرض وعلى وجه الاستتباع فصل (3) في أن فعل الطبيعة بالذات سواء كانت كليه أو جزئيه ليس الا الخير والصلاح لا الشر والفساد قال الشيخ ان كثيرا مما هو خارج عن مجرى الطبيعة الجزئية ليس بخارج عن مجرى الطبيعة الكلية فان الموت وإن كان غير مقصود في الطبيعة الجرئية التي في زيد فهو مقصود في الطبيعة الكلية من وجوه أحدها لتخلص النفس عن البدن للسعادة في السعداء وهي المقصودة و لها خلق البدن وإذا اختلفت فليس بسبب من الطباع بل لسوء الاختيار وليكون لقوم آخرين حالهم في استحقاق الوجود حال هذا الشخص وجود فإنه ان خلد هؤلاء لم يسع للآخرين مكان ولا قوة وفي قوة المادة فصل للآخرين وهم يستحقون مثل هذا الوجود وليسوا أولى بالعدم الدائم من هؤلاء بالخلود.