فقلت عرفني بشرط من شروط اقترابها فقال وجود آدم من شروطه فقلت فهل كان قبل الدنيا دار غيرها قال دار الوجود واحده والدار ما كانت دنيا ولا آخره الا بكم والآخرة ما تميزت الا بكم وانما الامر في الأجسام أكوان واستحالات واتيان وذهاب لم يزل ولا يزال انتهى كلامه الشريف الفن السادس من علم الجواهر في المبادئ والأسباب للطبيعيات التي يتسلمه العالم الطبيعي اخذا من العالم الإلهي على وجه الحكاية والتسليم واما البرهان عليه فضمانه على ذمه العالم الرباني اخذا من الله من جهة ملائكته المقربين الذين هم وسائط امره في خلقه وفيه فصول.
فصل (1) في تعريف الطبيعة لا شبهه لنا في أن هذه الأجسام التي قبلنا قد يصدر عنها أفعال وانفعال و حركات واستحالات نجد بعضها من جهة أسباب غريبه خارجه مثل حركه الحجر إلى فوق والنار إلى تحت ومثل تسخن الماء وتبرد الهواء ونجد بعضها لا يستند إلى سبب غريب كحركة الحجر إلى تحت وحركه النار إلى فوق وكتبريد الماء وتسخين النار.
وقريب من هذا استحالة البذور والنطف نباتا وحيوانا ونصادف أيضا من الحيوانات تصرفا إراديا في أنواع حركاتها وسكناتها من غير متصرف خارج عنها يصرفها هذه التصاريف وقاسر غريب يقسرها على هذه الأفاعيل.
فهذا ما ارتسم في أذهاننا في أول النظر من غير أن يجزم أولا ان كلا من الوجهين