بسم الله الرحمن الرحيم واما المطالب فالمطلب الأول في احكام الجواهر وفيها فنون الفن الأول في تجوهر الأجسام الطبيعية وفيه مقدمه وعده فصول اما المقدمة ففي مهية الجسم الطبيعي اعلم انك لما علمت في أوائل هذا السفر ان حقائق الأشياء عبارة عن وجوداتها الخاصة التي هي صور الأكوان وهويات الأعيان وان المهيات مفهومات كليه مطابقه لهويات خارجية ويعرض لها العموم والاشتراك في العقل ومعنى وجودها في الخارج صدقها على الوجودات وهي في حد نفسها لا موجودة ولا معدومة ولا كليه ولا جزئيه.
ومعنى عروض الوجود لها اتصافها عند العقل بمفهوم الوجود العام البديهي لا بقيام فرد حقيقي من الوجود بها لاستحالة ذلك كما علمت مرارا وبالجملة الوجود هو بنفسه موجود في الخارج ويكون متقدما ومتأخرا وعلة ومعلولا وكل علة فهي في رتبه الوجود أشرف وأقوى وأشد وأعلى من معلولها وكل معلول فهو في رتبه الكون أخس وأدون وانزل من علته حتى ينتهى سلسله الوجود في جانب العلية إلى مرتبه من الجلالة والرفعة والقوة يحيط بجميع المراتب والنشئات ولا يغيب عن وجوده شئ من الموجودات ولا يعزب عن علمه الذي هو ذاته ذره في الأرض والسماوات وكذا ينتهى في جانب المعلولية وجهه القصور إلى حيث لا حضور لذاته عند ذاته بل تغيب ذاته عن ذاته وهو الوجود الامتدادي ذو الابعاد المكانية والزمانية وليس له من الجمعية والتحصل الوجودي قدر ما لا ينطوي وجوده في عدمه ولا يندمج حضوره في غيبته ولا يتشابك وحدته في قوة كثرته وهو كالجسم فان كل بعض مفروض منه غايب عن بعض آخر وكذا حكم بعض البعض بالقياس إلى بعض بعضه الاخر وهكذا