(بخردلة) إذا قسمت باجزاء ولا يخفى وهنها وسخافتها فان وجه الأرض سطح متناه يمكن ان يغشيه اجزاء متناهية صغيره الحجم جدا كثيره العدد.
شبهه أخرى لو كانت القسمة تمر بغير نهاية لكان قطع المتحرك المسافة يحتاج إلى قطع نصفها وقبل ذلك نصف نصفها وهلم جرا فلا يقطع ابدا ويلزم ان يكون الزمان الذي يقطع فيه الانصاف الغير المتناهية غير متناه وهذا الشبهة مما ذكروه مرة مقبولة لتصحيح مذهب النظام وتأييدا له ومرة مردودة لانتقاص مذهب الحكماء.
وجوابها ان المسافة المقطوعة شئ واحد غير منقسم إلى اجزاء غير متناهية الا وهما وفرضا لا وجودا وفصلا وكذا الزمان الذي مقدار حركه الواقعة فيها والكلام وارد على النظام كما مر.
شبهه أخرى ذكرها أبو ريحان البيروني معترضا على أرسطاطاليس في رسالة أرسلها إلى الشيخ الرئيس وهي انه يلزم على أصل اتصال الجسم وقبوله للقسمة بغير نهاية ان لا يدرك متحرك متحركا في سمت واحد وإن كان المقدم منهما أبطأ بكثير كالشمس والقمر فإنهما إذا كان بينهما بعد مفروض وسار القمر سارت الشمس في ذلك الزمان مقدارا إذا سار القمر سارت الشمس في ذلك الزمان مقدارا أصغر وكذلك إلى ما لا نهاية له على انا قد نراه يسبقها.
ونقل الشيخ الرئيس ان هذه الشبهة مما أورده الفيلسوف على نفسه و أجاب عنه بجواب وهو مما لا يرتضيه الشيخ لأنه قال بعد ذلك واما ما أجاب به أرسطاطاليس عن هذه المسألة وفسره المفسرون فهو ظاهر السفسطة والمغالطة.
وتلخيص الجواب الذي ذكره الشيخ ان ليس يعنى بتجزية الجسم بلا نهاية ان يتجزى ابدا بالفعل بل يعنى بها ان كل جزء منه له في ذاته متوسط وطرفان فبعض الاجزاء يمكن ان يفصل بين جزئيه اللذين يحدهما الطرف والواسطة وبعضها لا تقبل لصغره الانقسام بالفعل فيكون القسمة فيها بالقوة.
فمن قال إن جزء الجسم يتجزى بالفعل لزمه هذا الاعتراض ومن قال إن بعض