انه عدم فهو لا وجود صوره بالمعنى المذكور ولا شك في أنه في التقدم والتأخر و الشدة والضعف مقيس إلى الصورة.
ثم لا يخفى ان النظر هيهنا في مبدئية الصورة والاعتبارات التي فيها انما يتصرف إلى حيثية كونها جزء وبحسب انها أحد جزئي الكائن الا انها مبدء فأعلى وان جاز ان يكون مبدء ا فاعليا للجزء الاخر أو لهيئة أو لحركة.
ثم إنه قد مرت الإشارة إلى أن الطبيعي لا اشتغال له بالمبدء الفاعلي والغائي المشتركين بالنحو الأول ولا بالنحو الاخر أيضا من حيث اشتراكهما وعمومهما وإن كان يبحث عن افراد كل منهما واما الفاعل المشترك أو الغاية المشتركة بالنحو الأول لطائفه من الأمور الطبيعية لا للجميع فللطبيعي بحث عنهما فصل (7) في أن أي العلل ينبغي ان يكون أشد مطلبا واهتماما للطبيعيين لا شبهه في أن صوره الشئ أحق بان يطلب من مادته لأجل تقرير مهيته لما علمت من أن بها يكون الشئ هو هو بالفعل دون مادته التي هو بها هو بالقوة وكذا لا شبهه في أن كلا من الفاعل والغاية للشئ أولى بالاهتمام به لتحقق وجود ذلك الشئ من مادته واما الترتيب بين هذين المبدئين والصورة فطلب الصورة يشبه ان يكون أقدم من طلبهما.
ولهذا قيل في علم البرهان ان مطلب ما مقدم على مطلب لم لكن طلبهما أشرف منالا وأعلى مرتبه من طلب الصورة فان الفاعل والغاية هما تمام وجود المعلول كما أن الصورة تمام مهيته ومعناه وتمام الشئ هو ذلك الشئ مع امر زائد هو كماله فبالصورة فقط لا يتم وجود الشئ ما لم يحصل معه فاعله وغايته فالمادة انقص العلل اهتماما.
وأكثر الجمهور تراهم كثير الاهتمام لمراعاة المواد دون الصورة والطالبين