الفن الثالث في تصاحب الهيولى والصورة بالعلاقة الذاتية وفيه فصول فصل (1) في أن الجسمية من حيث هي لا تنفك عن الهيولى قد استفيد من برهان وجود الهيولى من طريق القوة والفعل ان لا شئ من الأجسام حال عن الهيولى إذ ما من جسم الا وفيه شوب قوة الكمال أو قصور في أوضاع وافعال وتجدد وانتقال من حال إلى حال وإن كان في أيسر غرض وأسهل معنى فعلى أو انفعالي فان الفلك وإن كان بالفعل من جهة جوهريته وكمه وكيفه وأينه ووضعه في نفسه وجميع هيئاته القارة الا ان فيه القوة من جهة أوضاعه بالقياس إلى الغير لعدم امكان الجمع بين سائر الأوضاع وقد علمت أن جهة القوة يرجع إلى شئ هو محض القبول والامكان ولا محاله يكون لازما للجسمية كما مر من عدم استقلاله في التجوهر و القوة لا تنفك عن ذي القوة وذو القوة لا يمكن ان يكون مفارقا عقليا والنفس بما هي نفس لا تنفك عن الجسمية فالمشتمل على القوة أولا وبالذات هو الجسم بما هو جسم.
وهذا برهان متين لا يحتاج إلى كون الجسمية طبيعة نوعيه متماثلة في جميع الأجسام على أن ذلك امر ثابت لا خلل فيه.
طريق آخر ذكره الشيخ الرئيس في إلهيات الشفاء مبناه على أن الجسمية حقيقة واحده بيانها ان جسمية إذا خالفت جسمية أخرى في أن إحديهما حارة والأخرى باردة أو ان إحديهما لها طبيعة فلكية والأخرى لها طبيعة أخرى ولحوق الاعراض أو الطبايع انما كان بعد