الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٦ - الصفحة ٢٠٥
المعتزلة بالأحوال والصوفية بالأسماء أو بالأعيان الثابتة (1) ولكل وجهه هو موليها.
وتلك الأشعة كيف تفارق أصلها ومنبعها ولو فارقته وجودا لم يكن أشعة و مثال هذا في الشاهد أشعة شمس عالم المحسوس ولله المثل الاعلى في السماوات الا ان بين الأشعتين فرقا وهو ان أشعة شمس العقل احياء ناطقة فعاله وأشعة شمس الحس أنوار لغيرها لا لذاتها ولهذا انها غير احياء ولا فاعله.
وأيضا تلك الصور الإلهية لها اتصال عقلي لمبدئها وغايتها بخلاف هذه الأشعة فان لها نسبه وضعية بالشمس فأين هذا من تلك؟
فصل (3) في أن القول بحدوث العالم مجمع عليه بين الأنبياء ع والحكماء اعلم أن ما ذكرناه وأوضحناه سابقا ولاحقا من حدوث العالم بجميعه من السماوات وما فيها والأرضيات وما معها هو بعينه مذهب أهل الحق من كل قوم من أهل الملل والشرائع الحقه وجميع السلاك الإلهية الماضية واللاحقة لان قاطبة أهل الحق والموحدين في كل دهر وزمان لهم دين واحد ومسلك واحد في أركان العقيدة وأصول الدين وأحوال المبدء والمعاد ورجوع الكل إليه سبحانه.
ا ولا ترى ان أديان الأنبياء كلهم والأولياء صلوات الله عليهم ورحمته و اتباعه واحد لا خلاف ينقل منهم بينهم في شئ من أصول المعارف وأحوال المبدء والمعاد.
ومن لم يكن دينه دين الأنبياء ع فليس من الحكمة في شئ و

(1) والا فقد لزمه ان كانت الصورة عنده ان يكون منفردا عن الصورة التي عنده فيكون هو صوره وقد بينا انه قبل الابداع انما هو فقط. (إسماعيل ره)
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»
الفهرست