في ذات الأول ليلزم التكثر في ذاته ولا انها متحدة به تعالى عن ذلك في مرتبه ذاته ليلزم الانقلاب له من الوجوب إلى الامكان أو لها من الامكان إلى الوجوب و الكل مستحيل.
بل الواجب واجب ابدا سرمدا والممكن ممكن دائما والحق حق في الأزل والباطل باطل لم يزل وهذا شئ لا يعرفه الا أهل الأذواق والمواجيد والراسخون في علم التوحيد على أن البرهان قائم كما أسلفناه على أن كل شوق وطلب غريزي يفضى بصاحبه إلى ما يطلبه ويحبه بالضرورة فصل (5) في نبذ من كلام أئمة الكشف والشهود من أهل هذه الملة البيضاء في تجدد الطبيعة الجرمية الذي هو ملاك الامر في دثور العالم وزواله قد ذكرنا فيما سبق كثيرا من الآيات القرآنية الدالة على هذا المطلب الذي هو عمده أصول الحكمة والدين وهو مما يستفاد من الأحاديث المروية عن صاحب هذه الشريعة المأثورة عن أهل بيت العصمة والنبوة صلوات الله عليهم أجمعين.
منها كلام أمير المؤمنين ع في نهج البلاغة أحذركم الدنيا فإنها دار شخوص ومحل تبغيض ساكنها ظاعن وقاطنها بائن تميد باهلها ميدان السفينة يصفقها العواصف في لجج البحار.
ومنها أيضا قوله ع ما أصف من دار أولها عناء وآخرها فناء من ساعاها فاتته ومن استغنى عنها واتته هذا الكلام كما قبله في غاية البلاغة في الحكمة لا ينكشف حق معناه الا على من احكم القوانين الماضية وأمعن في الرياضات العقلية لطلب العلوم الإلهية.
واما كلام أهل التصوف والمكاشفين فقد قال المحقق المكاشف محى الدين العربي في بعض أبواب الفتوحات المكية قال تعالى وان من شئ الا