مقصورة على البلوغ إلى السعادة وان السعادة العقلية غير مطلق الكمال والفعلية وان جميع النفوس المفارقة عن هذه الأبدان لها وجود آخر أشد وآكد من هذا الوجود وتأكد الوجود لا ينافي الشقاوة والنكال كما سيأتي بيانه في علم المعاد فصل (4) في موضوع العلم الطبيعي ومباديه قد تقرر في علم الميزان وفي فن البرهان منه ان العلوم منها كليه ومنها جزئيه والمراد من العلم الكلى ما يبحث فيه أحوال الموجود بما هو موجود وعوارضه الذاتية التي تلحقه من غير أن يحتاج إلى أن يصير نوعا مقداريا أو عدديا أو نوعا واقعا في التغير كالعلمين الآخرين أعني التعليمي والطبيعي فالطبيعي علم جزئي ولكل علم جزئي موضع خاص جزئي.
فموضوع العلم الطبيعي هو الجسم المحسوس من حيث هو واقع في التغير والمبحوث عنها فيه هي الاعراض اللاحقة له من هذه الحيثية سواء كانت صورا أو اعراضا أو نسبا ويسمى كلها طبيعيات من جهة نسبتها إلى القوة التي تسمى طبيعة كما قد عرفتها فبعضها موضوعات لها وبعضها آثار وحركات تصدر عنها ولا شك ان للأمور الطبيعية مباد وأسباب.
وقد ثبت ان العلم بذى السبب لا يحصل الا من جهة العلم بسببه فلا سبيل إلى تحقيق معرفه هذه الأمور الطبيعية الا بعد الوقوف على معرفه مباديها وأسبابها وتلك المبادئ لا يخلو اما مباد لكافتها ورمتها فيشترك فيها الجميع أو لبعضها دون بعض.
اما التي تعم جميعها وتشترك فيها الكل وهي المبادئ لموضوعها المشترك ولأحوالها المشتركة فلا يمكن اثباتها إذا احتاجت إلى الاثبات في صناعة الطبيعيين كما علم في فن البرهان من الميزان بل اثباتها على ذمه صاحب العلم الكلى وليس على الطبيعي الا قبول وجودها وضعا وتصور مهيتها آنية واما المبادئ التي لجزئي جزئي منها