ولهذا مما قد كررنا ذكره واجعل هذه المعاني المصدرية مرائي لملاحظة الحقايق الخارجية ومقاييس لمشاهدة أنحاء الوجودات التي لا يمكن وجودها في العقل الا بهذه المرائي والعنوانات.
واما قول القائل القوة تبطل عند وجود ما هي قوة عليه فلا تكون باقيه عند وجود ذلك الشئ فصحيح ان أراد القوة الخاصة لشئ خاص واما القوة المطلقة لحصول الأشياء الغير المتناهية فإنما يبطل إذا حصل جميع تلك الأشياء وهو محال وإذا لزم انتهاء مقدورات الله تعالى وقد برهن على أن قدرته تعالى وقوته غير متناهية.
واما قول الباحث جزء الجوهر لا يجوز ان يكون عرضا فان أراد بالعرض ما يعرض لذات لا يفتقر في تقومها إليه فلا نسلم ان فصل الهيولى عرض بهذا المعنى وان أراد ما لا يكون بحسب حقيقته جوهرا وان صدق عليه معنى الجوهر صدقا عرضيا فممنوع ولكن لا نسلم امتناع تقوم الجوهر بالعرض بهذا المعنى.
وقد سبق الكلام في أن فصول الجواهر البسيطة باي معنى يكون جوهرا على أن الحقايق الغير المتأصلة يصح عدم اندراجها في مقولة الجوهر ولا في مقولة الاعراض هذا ما يمكن ان يقال من قبل المشائين المحصلين والله الهادي إلى طريق الحق واليقين.
فصل (5) في الإشارة إلى منهج آخر لهذا المرام ان للجسم مهية مركبه من جنس وفصل وجنسها مفهوم الجوهر وفصلها هو مفهوم قولنا ذو ابعاد ثلثه على الاطلاق وكل مهية لها حد أي جنس وفصل إذا كانت بحيث يمكن ان يعدم في الخارج فصلها عنها ويبقى معنى جنسها كان لا محاله جنسها وفصلها يحاذيان جزئين خارجين هما مطابقا صدقهما ومبدأ انتزاعهما عن الخارج