فالقول به قرع لباب السفسطة وضلال عن سنن الحق وصراطه المستقيم.
فمن كان ذا بصيرة يتفطن بفساد هذا المذهب من نفسه بدون الرجوع إلى قطع المسافة وإن كان عدم التناهي فيما له امتداد واحد أظهر وأجلى ولكن من لم يجعل الله له نورا فما له من نور.
ثم العجب ان المصحح لرأي النظام كيف صار بعينه نقضا على مذهب الحكماء في اتصال الأجسام عند جماعه بأعيانهم فصل (7) في الإشارة إلى مفاسد مترتبة على نفى الاتصال في الجسم يشهد الحس ببطلانها وقد التزمها مثبتوا الجزء الذي لا يتجزى وهي تفكك اجزاء الرحى وسكون المتحرك والطفرة والتداخل وعدم لحوق السريع البطئ ولقوه هذه المفاسد انعطف بعض المتكلمين عن اصرارهم على اثبات الجزء راجعين إلى مذهب المحققين منهم الإمام الرازي وغيره وتوقف بعضهم.
قال في كتاب نهاية العقول اعلم أن من العلماء من مال إلى التوقف في هذه المسألة بسبب تعارض الأدلة فان امام الحرمين صرح في كتاب التلخيص في الأصول ان هذه المسألة من مجازات العقول وكذا أبو الحسين البصري وهو أحذق المعتزلة.
فنحن أيضا نختار هذا التوقف فاذن لا حاجه لنا إلى هذا الجواب عما ذكروه انتهى قوله ونقل في التاريخ انه وقعت مناظرة في مجلس صاحب بن عباد بين جماعه من أصحاب تناهى الاجزاء وأصحاب النظام القائل بعدم تناهيها كما مر ذكره فألزم أصحاب التناهي أصحاب النظام انه يجب من كون الاجزاء غير متناهية في الجسم ان