الواحد التي لا انقسام فيها الا بسبب من أسباب القسمة المقدارية لأمر متصل سواء كان اتصاله بالذات أو بالعرض فوجب ان يكون موضوع الكيفية المزاجية متصلا واحدا لان موضوع المتصل الواحد متصل واحد وإذا كان متصلا واحدا فلا اختلاف فيه بين الصور لما تقرر عندهم وقرورة في ابطال رأى ذيمقراطيس من أن الأمور المتخالفة نوعا لا يمكن ان يكون متصلا واحدا فاذن ليس فاعل الكيفية المزاجية الا صوره واحده لا غير وذلك ما أردناه.
حجه أخرى لو كانت صور العناصر باقيه في المواليد البتة يلزم بقاء الاجزاء المائية والهوائية في المذاب من الحديد والنحاس والذهب وغيرها من المعادن التي تذوب وتصير في النار ثم ترجع إلى حالها والقول ببقاء الجزء المائي والهوائي في المذابات حال ذوبانها مما يصادمها الوجدان والقول ببطلانها عند الإذابة وعودها عند الجمود أبعد منه.
حجه أخرى لو كانت الاجزاء العنصرية باقيه في المواليد يلزم ان يكون الجزء الناري في الياقوت مثلا له صورتان فيكون جسم واحد نارا وياقوتا معا وهو باطل وقد مر تقرير هذه الحجة وتزييف ما ذكر في الجواب عنه وهذه الحجة مما أوردها الشيخ على نفسه وأجاب عنها بجواب غير مرضى عندنا كما ستعلم.
فصل (15) فيما ذكره الشيخ في هذا المقام ودفعه لعلك تكون من المغترين بكلام الشيخ في هذا المقام حيث قال في فصل