الاخر اما في الوهم أو في الخارج يساوى طباع كل من القسمين طباع الاخر و طباع المجموع المنحل إليهما وذلك لان الاتصال عبارة عن وحده في الوجود بل هو نحو من الوجود الوحداني والوجود الواحد لا يعرض لأمور متخالفة في المهية المتحصلة التامة المستغنى كل منها في تمام مهيته عن الاخر بخلاف المادة والصورة والجنس والفصل المحتاج بعضها إلى بعض لنقصانه وابهامه.
فاذن لا يخلو اما ان يكون طباع كل جسم من الأجسام الذيمقراطيسية يساوى للاخر ولا أقل واحد منها لواحد آخر أو يكون الجميع متخالفة الطباع بحيث لا اشتراك في الطباع بين اثنين.
اما على الشق الأول فنقول التحام النصفين أعني اتصالهما وافتراق الجسمين أعني انفصالهما اما بحيث يمتنع ارتفاعه أو لا وعلى الثاني ثبت المرام من تجويز الفصل والوصل في تلك الأجسام وعلى الأول لا يخلو اما ان يكون الامتناع لأمر ذاتي أم عرضي لازم أو مفارق فإن كان الثاني فكذلك لان المطلوب تمهيد اثبات الهيولى كما سيظهر وهو انما يثبت بامكان شئ منهما وان لم يقع بعد في الخارج لمانع لازم كالفلك أو مفارق كالصغر والصلابة في بعض الأجسام التي سماها الرياضيون المحسوس الأول لا يحتمل القسمة عند الحس وبإزائه الزمان الذي يقطع فيه حركه ذلك الجسم وهو المحسوس الأول من الزمان عندهم كما ذكره العظيم أفلاطون في كتاب النواميس الإلهية وهو الزمان الذي إذا تحرك المتحرك كالنقطة الجوالة أو الهابطة فيه دائرة عظيمه أو خطا طويلا يراهما الحس مجتمعي الاجزاء معا وان لم يكن كذلك في الواقع وإن كان الأول فيجب ان يكون نوعه محصورا في واحد والمفروض خلافه واما على الشق الثاني فنقول تلك الأجسام وان تخالف بحسب الطبايع و الصور الا ان الجسمية المشتركة بين جميع الأجسام مهية نوعيه متحصلة في الخارج وانما يختلف افرادها من حيث هي افرادها بأمور منضافة إليها من خارج.