محفوظه الوجود.
ثم يتلف ويوجد ضدها ثم يبقى ذلك مده ثم يفنى وهكذا فإنه ليس وجود أحد الضدين أولى من وجود الاخر ولا بقاؤه أولى من بقاء الاخر فلكل منهما قسط من الوجود والبقاء.
وأيضا لما كانت المادة مشتركة بينهما فلكل منهما حق عند الاخر ويكون عنده شئ ما لغيره وعند غيره شئ ما له فعند كل منهما حق ما ينبغي ان يصير إلى صاحبه فالعدل في هذا ان تؤخذ مادته فتعطى لذلك ولذاك ان تؤخذ مادته فتعطى لهذا وتتعاقب المادة بينهما فلأجل الحاجة إلى توفيه العدل في هذه الموجودات لم يمكن ان يبقى الشئ الواحد دائما على أنه واحد بالشخص كما قيل شعرا از آن سرد آمد أين كأخ دل آويز * كه چون جا گرم كردى گويدت خيز فجعل بقاء الدهر على أنه واحد بالنوع وهكذا بقاء المادة الأولى وحركه الأولى والزمان الذي بها وجود هذا العالم فان لكل منها وحدة كوحدة الجنس وكل باق بالمعنى لا بالعدد فيحتاج في أن يوجد إلى اشخاص بعد اشخاص فيوجد اشخاص ذلك النوع مده ثم يتلف ويقوم مقامها اشخاص اخر منه فيبقى مده ثم يتلف ويقوم مقام الاشخاص السالفة اشخاص اخر أيضا من ذلك النوع وعلى هذا المثال إلى ما شاء الله وأراد.
فصل (11) في الإشارة إلى الصور الأول وما بعدها والى نحو بقاء الفاسدات منها ان من الصور ما هي أسطقسات.
ومنها ما هي كائنة عن اختلاطها فمن هذه ما هي عن اختلاط أكثر تركيبا.
ومنها ما هي اختلاط أقل تركيبا.
واما الأسطقسات فان المضاد المتلف لكل واحد منها هو من خارجه فقط إذ كان لا ضد له في جمله جسميته واما الكائن عن امتزاج أقل تركيبا فان المضادات