الجزئية فليس يبالي العقل بما يفوته من معرفتها لان وجودها انما هو كمال للموضوع الجسماني وليس كمالا للموضوع العقلي فصل (5) في تعديد المبادئ التي للطبيعيين ان يأخذوها على سبيل المصادرة والوضع اعلم أن الأشياء الطبيعية مباد وأسباب سنشير إليها اما مهية الموضوع أعني الجسم الطبيعي من حيث قبوله للتغير فهي كأنها مركبه من معنى الجسم الطبيعي و الحيثية المذكورة واما الجسم الطبيعي فقد مضى تحقيق مهيته واما معنى حركه و التغير فهو أيضا قد علم واما المبادئ فللجسم الطبيعي من حيث هو جسم طبيعي وهو كالجزء من مهية الموضوع للعلوم الطبيعية مباد وله من حيث هو كائن الجوهر فاسد بل متغير في الجملة زيادة في المبادي.
فالمبادئ التي يحصل بها الجسمية منها ما هي اجزاء من وجوده وحاصله في ذاته وهويته وهو اثنان أحدهما المادة كالخشب للسرير وثانيهما الصورة كالهيئة للسرير فالأول استعداد محض يسمى هيولي وموضوعا ومادة وعنصرا وأسطقسا كل اسم بحسب اعتبار معنى آخر والثاني هو الصورة الجسمية وهي كون الجسم بحيث يصح ان يوجد فيه ابعاد خطية متقاطعة على زوايا قوائم وهي أيضا أضعف الصور وجودا ووحده يبقى مع آحاد التشكلات والتكممات وكل من هذين كما هو مبدء للجسم بما هو جسم كذلك مبدء للجسم الذي هو نوع من أنواع ذلك الجسم.
لان سائر الصور التي للطبيعيات التي هي مبادئ أجناسها وأنواعها لا تنفك عن مقارنه الجسم الطبيعي مطلقا فيكون المادة الأولى التي هي أحد مبادئ الجسم التي منزلته من الجسم منزله الخشب من السرير نسبتها إلى الأجسام ذوات تلك الصورة هذه النسبة فيكون جوهرا إذا نظر إلى ذاتها غير مضافة إلى شئ من الصور بل خاليه عنها لكن من شانها ان يقبلها