والحيوان متفرقا.
وهكذا يجب ان يقاس الحال في كل ما هو أشرف وجودا وأشد وحدانية وأكثر ارتفاعا من المواد الجسمانية فإنه أكثر جمعا للأشياء وأوفر آثارا وأفعالا حتى أن البسيط الحقيقي المقدس عن التعلق بمادة وقوه استعدادية أو امكان واقعي يجب ان يكون ذاته كل الأشياء ووجوده مبدء كل الوجودات كما بينا سبيله وأوضحنا دليله بما لا مزيد عليه فليتذكر من وفق له.
فصل (18) في بيان ان الموجودات الطبيعية متفاوتة في الفضيلة والشرف وان المواد الجسمية متهيئة لقبول الفيض الوجودي على التدريج فكان هيهنا طبيعة واحده شخصية متوجهه نحو الكمال سائره إلى عالم القدس مترقية من أدنى المنازل إلى ارفعها.
والحق ان دار الوجود واحده والعالم كله حيوان كبير واحد وابعاضه متصلة بعضها ببعض لا بمعنى الاتصال المقداري واتحاد السطوح والأطراف بل بمعنى ان كل مرتبه كمالية من الوجود ينبغي أن تكون مجاورة لمرتبة يليها في الكمال الوجودي وان لا يكون بينها وبين مرتبه أخرى فوقها من الشدة أو تحتها في الضعف خاليه بحيث يتصور امكان درجه أو درجات لم يتحقق بعد فان ذلك غير جائز عندنا و البرهان عليه مستفاد من قاعدة الامكان الأشرف وقاعدة أخرى هي قاعدة الامكان الأخس.
اما الأولى فموروثة عن المعلم الأول.
واما الثانية فنحن واضعها بعون الله ويجئ ذكرهما في موضع يليق به إن شاء الله والقاعدتان جاريتان فيما تحت الكون بحسب الأنواع وان لم تكونا جاريتين بحسب حال كل شخص.