كانت كما في الأفلاك أو نوعا كما في العناصر ثم بتوسطها وجدت الهيولى التي لا وجود لها ولا وحده ولا اتصال بالفعل فضلا عن أن يكون في معرض الزوال والانتقال إلى الكثرة والعدم والانفصال بل حقيقتها كما مر محض استعداد الوجود والعدم لغيره وقوه الوحدة والكثرة وامكان الاتصال والانفصال.
فظهر ان الهيولى هي عين جهة الامكان والقوة وذاتها مهية تعليقية بأمر له تجوهر في الوجود والفعلية لان حقيقتها كحقيقة الاعراض تابعه الا ان لها وحده جنسية يتحد بالجواهر الجسمانية ويحمل عليها فيكتسب الجوهرية منها وان كانت مهيتها نفس معنى الجوهر الا ان هذا كما علمت لا يقتضي في مصداق الجوهر.
فصل (7) في حجه أخرى أفادها صاحب المباحث المشرقية هي ان جسمية الفلك يلزمها شكل معين ومقدار معين لعدم قبولها الكون والفساد على رأيهم.
فنقول هذا اللزوم اما النفس الجرمية المشتركة فيكون كل جسم كذا لاشتراكها في الجسمية وليس هكذا هذا خلف أو لأمر آخر فهو اذن اما حال في جرمية أو محل لها أو مباين عنها فإن كان ذلك الامر حالا فيها فإن لم يكن لازما لها لم يكن سببا للزوم الشكل والمقدار المعينين وإن كان لازما عاد التقسيم في كيفية لزومه فاما ان يتسلسل وهو محال أو ينتهى إلى ما يلزم الجرمية فيعود المحذور المذكور من أنه يجب ان يكون كل جسم كذا واما ان يكون لزومه بسبب شئ لا حال في الجسمية ولا محل لها فلا يخلو اما ان يكون ذلك الشئ جسما آخر أو قوة موجودة فيه أو أمرا مفارقا ليس بجسم ولا جسماني والأول باطل لان ذلك الامر إذا اقتضى ذلك اللزوم لجسميته وجب ان يكون كل جسم كذلك ولكانت الجسمية التي هي الملزومة لتلك الفلكية أولى بذلك الاقتضاء من جسمية أخرى وقد أبطلنا ذلك وان لم يكن لمجرد الجسمية بل لقوه