واقع تحت الكون لأنه صوره علم الله وحيثما قال إنها مكونة مائته أراد به جوهرها النفساني وصورتها التي تعلقت بالبدن العنصري.
وقد ثبت ان كل صوره مادية متكونة فاسده وبالجملة كل نفس بما هي نفس ذائقه الموت ثم إلى الله ترجعون ثم الله ينشئ النشأة الآخرة فكلا قولي أفلاطون صحيح من غير تناقض وتحير.
ومما يدل على قوله بالحدوث انه ذكر الأستاذ أبو الفضل بن عميد ان الحكماء أوجبوا لجمله السماء النفس والحياة.
فاما أفلاطن فزعم أن الأجرام العالية متنفسة حية بحياة غير سرمدية ولا باقية بذاتها وكان يقول إن الله تعالى حين امر هذه الأجسام الشريفة بتعظيمه وتمجيده اخبرها بأنه لم يخلقها خلقا يقتضي البقاء لكنه قرن بعد الخلق بها من مشيته ما يصيرها باقيه.
واما أرسطو فإنه بين انها غير واقعه تحت الكون والفساد.
واستدل على ذلك بان الكون والفساد يوجدان في المادة القابلة للمتضادات ولا ضد للأجرام العالية ولا لحركتها فهي اذن غير كائنة ولا فاسده انتهى كلامه.
أقول لا منافاة بين كلامي هذين الحكيمين على ما وقع التنبيه فيما سبق من الكلام وما سيلحق وسيرد عليك ما فيه زيادة الانكشاف عند شرحنا لكلمات المعلم الأول الذي سننقلها عن قريب إن شاء الله تعالى.
ومن هؤلاء الأسلاف المكرمين الفيلسوف الأعظم أرسطاطاليس قد ذكرنا سابقا من كلامه ما ناص على أنه لا يمكن ان يكون جرم من الأجرام ثابتا قائما لان من طبيعته السيلان والفساد فقد انكشف من كلامه لأهل البصيرة ان لا شئ من الجواهر الجسمانية بقديم عنده.
ومما يدل أيضا على أنه غير ذاهل عن الحدوث التدريجي للجواهر الجسمانية هو ما حكاه عن أستاذه أفلاطن الشريف في كتابه المعروف باثولوجيا حيث قال