وكالبيوت والمساكين للحيوان.
ثم إذا كانت العناية متعلقه ببقاء ما لا يبقى الا بالنوع لا بالعدد لما علمت فاحتيج في أن يقوم مقام ما تلف من الاشخاص اشخاص أخرى يدوم بها الواحد النوعي إلى قوة أخرى تخلف مادة منفصله عن مادة الشخص السابق يحدث فيها صوره غير الصورة السابقة بالعدد لينحفظ بها وبأمثالها النوع يقال لها القوة المولدة ولها أيضا خوادم ومعينات ليس هذه مقام تفاصيلها وموعد مباحثها عن ذي قبل إن شاء الله الحكيم.
الفن الخامس في أن نحو وجود الأجسام الطبيعية ليس الا على سبيل التجدد والانقضاء و الحدوث الاستمراري من غير دوام ولا بقاء وكنا قد أحكمنا بنيان هذا المطلب و أوضحنا برهانه وسهلنا سبيله لمن وفق له فيما مضى من الكلام حيث تكلمنا في فصول المرحلة الرابعة التي في مباحث القوة والفعل وأحكامهما واحكام حركه والسكون ونحو وجود الطبيعة التي هي العلة القريبة للحركة سيما الفصل المعنون بالحكمة المشرقية في فصل كيفية ربط المتغير بالثابت وفصل اثبات حركه في الجوهر والذب عن الاشتداد الجوهري في الجواهر المادية لكنا نريد ان نذكر هيهنا نمطا آخر من الكلام ما فيه زيادة توضيح وتأكيد لهذا المرام إذ فيه غرابه عن ما ارتكز في أذهان الجماهير وحيد عن المشهور عند الناس من أن الفلسفة كأنها توجب القول بقدم الأجسام سيما الأفلاك والكواكب وكليات العناصر.
فلأجل ذلك أساؤا الظن بأعاظم الحكماء السابقين فنسبوا الهيم القول بتسرمد الأفلاك ونحوها نعم هذا الطعن يتوجه إلى متأخريهم لقصور أنظارهم وعدم صفاء ضمائرهم وخواطرهم كل الصفاء.
فالذي وصل إلينا من مأثورات كلامهم خلاف ما اشتهر عند المتأخرين من أن مذهبهم قدم العالم وتسرمد الأفلاك كما ستطلع عليه من أقوالهم سنذكرها في هذه