فان الاجزاء المقدارية اجزاء للمتصل بحسب الانفصال والانحلال إليها لا بالحقيقة بل بالمشابهة بان يقدر ويفرض انه لو كان للمتصل بما هو متصل اجزاء أي بحسب شخصه ووضعه لا بمهيته لكان أشبه الأشياء وأليقها بالجزئية هذه الأمور المسماة بالاجزاء لأنها لما تأخرت وجودها عن وجود ما هو الكل فليست اجزاء بالحقيقة للحقيقة بل جزئيه كل منها بحسب وحدته الاتصالية الشخصية انما هي بالقياس إلى عدد حاصل من الوحدات الاتصالية ولهذا تكون متوافقة وموافقة للكل في الحد والاسم والعلم و الجسم فاحتفظ به كي ينفعك في اندفاع ما ذهب إليه ذيمقراطيس فصل (5) في اثبات المتصل الوحداني لينكشف به نحو وجود الصورة الجسمية اعلم أن المتكفل لتحقق المهيات واثبات نحو وجودها انما هو العلم الكلى والفلسفة الأولى لا العلم الطبيعي (1) كما أن ايجاد الحقائق الابداعية لا يتصور الا من العقول الفعالة دون القوى الجسمانية المنفعلة الواقعة في عالم التغيرات والاستحالات إذ العلم صوره للمعلوم وحقيقته.
وأقول إذا اشتدت معرفه الانسان وحدت بصر بصيرته لعلم ان الفاعل لجميع الأشياء وكذا الغاية ليس الا الباري جل اسمه بحسب قوة تأثيره في الأشياء وسراية نوره النافذ إليها فما من مطلوب الا ويتكفل باثبات وجوده العلم بالله عز اسمه ومن