الجسمية لا تتم ولا تتصور الا بما يجرى مجرى الصورة الامتدادية لا بمجرد القابل له فقط وسيظهر لك الفرق بين الامتداد والاتصال بالمعنى الذي هو مقوم للجسم عند أصحاب أرسطو وبين ما هي نوع من الكمية عارض للجسم عندهم ومجرد الجسمية عند صاحب الاشراق وهو منكر للمعنى الأول مطلقا فهذا تفصيل ما اشتهر من مذاهب الناس في حقيقة الجسم المطلق ونحن بصدد ترجيح قول الحكماء الذاهبين إلى تركبه من جوهرين جوهر مادي وجوهر صوري إن شاء الله العزيز الحكيم فصل (2) في شرح الاتصال المقوم للجوهر الجسماني وما يلزمه و يتوارد عليه آحاده مع بقاء الأول ان أول ما يجب عليك ههنا ان تعلم معنى لفظ الاتصال والمتصل بالمعنى الذي هو حقيقي لا بالقياس إلى شئ آخر وبالمعنى الذي هو مقيس إلى الاخر اما ما هو صفه حقيقية فهو أيضا معنيان.
أحدهما كون الشئ في مرتبه ذاته وحد مهيته صالحا لان ينتزع منه الامتدادات الثلاثة المتقاطعة مطلقا من غير تعيين مرتبه من الكمية والعظم فلا تفاوت بحسبه بين متصل ومتصل ولا مساواة أي مماثله في القدر فلا يكون متصل بهذا المعنى جزء من متصل آخر ولا مشاركا ولا عادا ولا معدودا ولا جذرا ولا مجذورا ولا مباينا أيضا ولا أقل ولا أكثر.
وهو بهذا المعنى فصل مقسم لمقولة الجوهر وثابت للجسم في حد نفسه كما سنبرهن عليه إن شاء الله تعالى إذ هو بعد ما حقق امره في عدم كونه مؤلفا من غير المنقسمات الجوهرية الوضعية في مرتبه ذاته مصداق لحمل المتصل والممتد عليه مع قطع النظر عن العوارض والخارجيات كلها فاتصاله وامتداده نفس متصليته و