والصور كهيوليات الأفلاك وجسمياتها المختلفة وهيولي العناصر وطبايعها النوعية فالامر فيهما واضح لعدم تقدمها ذاتا ولا زمانا على تلك الطبائع الخاصة.
واما الهيولى بما هي واحده بالنوع بالجسمية المشتركة أو واحده بالشخص كما زعمه قوم ثم يتصور بصوره بعد صوره فباستعدادات تلحقها ويختلف بها من أسباب علوية باعداد الحركات الدورية كما ينكشف في موضعه إن شاء الله.
فصل (9) في أن وجود الصور الطبيعية والقوى الجسمانية ليست في أطراف ونهايات للأجرام ان الصور والقوى لا يجوز ان يختص في الجسم بحد غير منقسم منه كنقطة أو سطح بل يجب ان يكون سارية فيه إذا كانت تحل في الجسم بما هو جسم أي في نفس ذاته المنقسمة إذ لو كانت موجودة في حد منه غير منقسم لا في الجسم كله لزم ان يكون لذلك الحد وجود منحاز عن وجود الجسم فلا يكون نهاية له هذا خلف.
ولأن من الأجسام ما ليس له حد خطى أو نقطي كالكرة وأشباهها والجسم المستدير الفلكي لم يتعين فيه نقطه ولا خط كالقطب والمحور ما لم يتحرك فلو كان وجوده القوة المحركة في تلك النقطة أو ذلك الخط لكان وجودها بعد وجود الحركة بمرتبتين وهذا ممتنع فبقي ان وجودها ليس في امر غير منقسم.
ثم انك قد علمت أن المقدار والوضع من لوازم الأجسام بل من مقوماتها كما ذهب إليه جماعه من المعتبرين فإذا قارن الجسم امر لا يصح ان لا يوجد له المقدار والوضع وما يجرى مجريهما والا لم يكن وجوده في الجسم من حيث هو جسم بل مع زيادة معنى غير منقسم كالأبوة وأمثالها فيجب ان يعرض للطبايع والقوى الجسمانية هذه الأمور بالعرض وليست مقارنه القوى والصور للوضع والمقدار وما