الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٦ - الصفحة ٧٧
المركب فلا يزال الاستعدادات تابعه للصور بوجه والصور تابعه للاستعدادات بوجه آخر كالمد والجزر للبحر والطلوع والغروب للفلكيات والقبض والبسط للصوفي.
واما النقص على التعريف الذي ذكرناه للهيولي أي الجوهر القابل للصور الحسية بان من الصور الجسمانية ما ليست بحسية سيما صور الأفلاك فإنها غير محسوسة.
فالجواب ان المراد منها ما يقبل الإشارة الحسية وان لم يكن أمرا مدركا بإحدى الحواس الظاهرة واطلاق الحسى على ما يقابل العقلي شايع كثير.
ولاحد ان يورد في تعريف الهيولى بدل الحسية الجسمانية فيقول الهيولى جوهر قابل للصور الجسمانية ثم يعرف الجسم بأنه جوهر من شانه ان يعقد بالإشارة الحسية أو يمكن فيه فرض ثلث متقاطعات على التقاطع العمودي كما مر.
فصل (3) في اثبات الجوهر الهيولاني لما بطل المذاهب القائلة بانفصال الجسم إلى اجزاء لا تقبل القسمة المقدارية أصلا جوهرية كانت كما عليه المتكلمون تبعا لعبارات بعض من تقدم عهده عهد أفلاطون وأرسطو من الفلاسفة قبل نضج الحكمة وتمامها أو عرضية (1) كما عليه النظام والضرار والنجار أو لا تقبل الفكية فقط دون غيرها كما رآه بعض آخر مثل ذيمقراطيس وأصحابه ثبت ان حقيقة الجسم غير خارجه عن اتصال ومتصل

(1) أي بحسب الواقع ونفس الامر سواء كان القائل به قائلا لعرضيتها كالضرار والنجار أو غير قائل بعرضيتها كالنظام فان الجسم عنده تركيب من الألوان والطعوم والروائح وغيرها من الاعراض المحسوسة ولكن هذه كلها عنده من الجواهر كما مر فلا تغفل (إسماعيل ره)
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»
الفهرست