ويجب ان يعلم أنه ما من جسم طبيعي الا وله مادة وصوره وان للمادة مادة أخرى وهكذا إلى أن ينتهى إلى مادة هي قوه محضه لا فعليه لها أصلا الا لغيرها وان لصورته أيضا صوره وهكذا إلى أن ينتهى إلى صوره محضه هي فعليه محضه لا قوه لها وكمال محض لا نقص فيه وان الانسان آخر موجود ختم به عالم الطبيعة كما مر.
وقد جمع فيه حقائق العالم الاعلى والأسفل وهو الذي أضاف إلى جميعه حقائق العالم حقائق الحق من أسمائه وصفاته التي بها صحت خلافته الكبرى في العالم الكبير بعد خلافته الصغرى في عالم الطبيعة.
وبهذه المنزلة الرفيعة أعني جميعه الحقائق خضعت له الملائكة بالسجود بأمر الله تعالى وإذا سجد له الملا الكريم الأخص فما ظنك بالملأ الأسفل الأنزل ولولا ذلك ما قال وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا ولولا ذلك ما قال ولقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم وما قال ثناء على ذاته في خلقه إياه فتبارك الله أحسن الخالقين.
قد تم بعون الله تعالى الجزء الثاني من السفر الثاني من الأسفار